بعد خمسة اعوام من إنقلابها على الدولة لم تكتفِ مليشيا الحوثي بتشويه مدينة صنعاء وتحويل حيطانها وأسوارها إلى لوحات تتراص عليها صور ضحايا حروبهم ضد الشعب، وتحويل حدائقها إلى زرائب خربة تتفيأ فيها براغيث قطعانهم بعد أن كانت تلك الحدائق تعج بالزوار وإبتسامة الأطفال، اليوم وبعد مضي شهرين من التكتم حول إنتشار الوباء تتعمد جماعة الكهف على قتل المدينة وتحويلها إلى بؤرة للوباء القاتل كورونا.. بينما كان الوباء ينتشر بسرعة مهولة عمدت مليشيا الحوثي إلى التكتم حول ذلك ليظل تفشي الوباء مُضمر تحت ألسنة اللؤم الذي تحمله على الشعب كما أنها منعت أي جهة من الإفصاح أو التحدث عن عدد الحالات المصابة أو الحاملة للفيروس. ولم تقف مليشيا الحوثي عند ذلك فحسب بل قامت بتحذير الجهات الصحية والأطباء من الإدلاء بأي تصاريح توضح ذلك وقامت برقابة وتتبع هواتف العاملين في المجال الصحي الذين لديهم علم بمدى توسع انتشار الفيروس في صنعاء سعياً من الجماعة على تظليل الرأي العام وترك سكان المدينة يعيشون وهم عدم وجود الوباء لتقتلهم بذلك التظليل والتكتم المقيت عن إنتشار الوباء وتنقذ جبهات حروبها التي هي الأخرى تحصد الأرواح لعلم الجماعة بأن تلك الجبهات ستهتز في حال علم انتشر خبر تفشي الوباء، وما الذي يمكن لجماعة ظلامية تحارب الحياة أن تنتج غير الموت ونشر الأساطير والجهل، جماعة كانت ولازالت تمارس الإرهاب بحروبها وتمارس اليوم القتل بالتكتم عن تفشي الوباء في صنعاء.. إذاً هل تفكر جماعة الحوثي بالتحالف مع كورونا لقتل الشعب..؟ الإستفهام عن ذلك يُعد من الحمق بمكان لمن يعي معنى ذلك لكن في خارطة الجماعة كل شيء ممكن فليس بعيداً أن قامت قيادة الجماعة بتعبئة قطعانها بقدرتهم على مواجهة الوباء بالبندق لأن لدى القطيع اعتقاد وايمان كلي بما يقوله قادة الجماعة فالجهل والخرافة التي زرعتها الجماعة لدى القطيع أعمى بصيرتهم هذا إن كان لديهم عقول وإلا لما ساقتهم الجماعة بحروبها للموت في الجبهات كالنعاج تحت شعارات خرافية وإن كان التشيبه هنا فيه نوع من الظلم والإجحاف للنعاج، فالنعاج تأبى أن يسوقها راعيها نحو أرض قاحلة لا مرعى فيها لأنها تعي أن الجوع سيقتلها.. فهل سيعي القطيع مدى عهر وحقد الجماعة الظلامية على الشعب وعليهم أيضاً لإعتبارهم وسيلة تتسلق عليها نحو مشروعها الكهنوتي، هل سيعي القطيع أن كورونا ليس حليف بشري يمد له قادتهم اليد للتحالف ريث تمكنهم ثم نقض التحالف بعد ذلك والقضاء على الحليغ كعادة الجماعة في تحالفاتها، وهل سيعي القطيع أن كورونا شبح قاتل سيقتل المدينة وسيقتلهم أيضاً..! جماعة الحوثي لازالت متعمدة تقود صنعاء إلى كارثة، الناس تموت في المدينة بمنأى عن العالم الذي أوصدت الجماعة أبواب المدينة أمامه للتدخل ومحاولة إحتواء كارثة الوباء الذي ينتقل من حي إلى حي كالشبح ليترك خلفه الجثث والهلع، متى ستعترف هذه الجماعة بأن كورونا قاتل متخفي لا تعجز العين المجردة عن رؤيته فحسب بل إن المجهر يعجز عن رؤيته، دول العالم المتقدمة بكل عتادها الطبي عجزت عن مجابهة الفيروس وأطلقت نداء الإستغاثة، بينما جماعة القطيع التي لا تعرف سوى الظلام وحمل البنادق تتكتم عن تفشي الوباء في أكبر مدن اليمن بل وترهب السكان في حال ما تبين أن أحدهم مصاب بالوباء وتمارس التشهير بأسرته وكأن المصاب ارتكب جريمة ليصبح من يعاني من مرض سواءً كان الوباء أو غيره من الأمراض يتخوف من الذهاب إلى المستشفى للتداوي لأنه يعلم بأن مصيره مجهول في ظل وجود جماعة الموت التي لا تختلف عن وباء كورونا بل انها أشد فتكاً بممارسة الإرهاب من الوباء، وهكذا تبقى صنعاء محصورة بين كماشة الموت بكورونا وكماشة التكتم الذي مارسته الجماعة منذ بدء تفشي الوباء وإقفال الباب في وجه أي تدخل لإحتواء الكارثة.. تباً لكم من حمقى لا بد أن الوباء الآن يجلس القرفصاء على كراسي إحدى مقاهي صنعاء يرتشف جثة ويقهقه عليكم وعلى الحقد المقيت الذي يكمن في التكتم عليه واخفاء انتشاره ، ينظر حال المشافي الصحية في المدينة فيزداد قهقهة لحصوله على أرض خصبة معتمة بالحقد على الشعب ليتبوأ في جثث المدينة أين ومتى شاء..