الخمس المذكور في القرآن جاء في سياق الحديث عن غنائم الحرب فقط، حيث قال: {واعلموا أنما غنمتم من شيء فإن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل}، وتفسير ذوي القربى ببني هاشم تفسير خاص ببعض المفسرين، وليس مُلزِمًا لأحد...
لا علاقة لخُمس المعادن والركاز والثروات بخمس الغنائم، وما ورد فيها هو جزء من حديث يبين مقدار زكاة المعادن والركاز بلفظ: "وفي الركاز الخُمس".
وعليه فإن التشريعات المسربة عن الحوثيين في أن خمس ثورات البلاد خاص ببني هاشم، مجرد (سَطْو مُتَغلب) وليس لها أصل شرعي وإنما رأي مذهبي خاص.
إذا صح ما يُشاع عن تشريعات حوثية تمنح الهاشميين خُمس ثروات البلاد بدعوى أنه حق شرعي لهم؛ فتلك مصيبة على الهاشميين قبل أن تكون كارثة على البلاد؛ لأن اليمنيين سينظرون إليها على أنها سطو على ثرواتهم بدوافع عنصرية، وهذا الطغيان إنما يعمِّق مشاعر القهر فتكون النقمة مفزعة ولو بعد حين.
*
العنصرية القائمة على التمييز اللوني أمر قبيح، وأقبح منها وأسوأ أثرًا تلك العنصرية القائمة على أساس ديني، مثل دعوى اليهود أنهم أبناء الله، ودعوى بعض المهووسين من قريش أن الله اصطفاهم على أساس عِرقي؛ حتى إن بعضهم زعم أن الله خلقهم من نور أو من طينة خاصة، أودعها في آدم، فكانت إياهم!
*
أطلق إبليس نظريته الخبيثة في التفضيل العنصري، وتبناها فريق من البشر -رغم التحذير الإلهي بأن {لا تتبعوا خُطوات الشيطان}،- فأدخلوا البشرية في تنافس طبقي وجدل ديني و نزاع سياسي، نتج عنه صراعات وخراب وظلم وتخلف دمر الشعوب وأرهق المجتمعات.. للأسف {لقد صدَّق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه}!
* نقلا عن صفحة الكاتب في فيسبوك