فريقان كانا يتعاملان مع ذكرى المولد النبوي قبل قيام الانقلاب الحوثي .
الفريق الأول كالسلفيين ومن معهم : كان يقول ان الاحتفال بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
الفريق الثاني كالصوفيين ومن معهم : كان يقول ان الاحتفال سنة ومن سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها .
عندما تكون لست سلفي ولا صوفي ستكون محتار ولا تدري اهو حلال أم حرام .
أحيان تقتنع بكلام الفريق الأول وتقول لماذا لا يوجد نص صريح يدعو للأحتفال ، ولماذا لم يحتفل الصحابة رضي عنهم فلسنا خير منهم.
وأحيان تقتنع بكلام الفريق الثاني وتقول لا مشكلة مادمنا نقيم احتفال نذكر فيه الله ونصلي على رسوله عليه أفضل الصلاة والسلام.
لكن عندما قام الانقلاب الحوثي على الدولة ، ورأينا احتفال الميليشيات بالمولد النبوي بطريقة تسيئ للنبي وتخالف تعامله ، أصبحت مقتنع كل الاقتناع ان الاحتفال بالمولد حرام وغير جائز وهو بدعة وضلالة .
اثنى عشر سبب تجعلنا نقف ضد الاحتفال بالمولد النبوي وهي كالتالي :
1- كان هناك حكمة بالغة في عدم وجود نص نبوي او قرآني بالاحتفال وعدم قيام الصحابة بذلك ، وهي سد الطريق وغلق الباب أمام اولئك كالميليشيات الحوثية الذين يسيئون للنبي ويدعون انه جدهم ويجعلون ذكرى مولده وسيلة لنهب العباد وابتزازهم .
2- حتى لا نجعل النبي مجرد عيد واحد في السنة كعيد الأم وعيد المعلم وعيد العمال وغير ذلك ، فالرسول عليه الصلاة والسلام اغلى من امهاتنا وآباءنا ، وهو نموذج شامل لكل وجود الانسان في المجتمع كالمعلم وكالقائد والمرشد وغيرهم ، ولا يجوز ان نساوي مكانة رسول الله عندنا مع الأم او المدرس او العامل ونجزءها مع صنف.
3- حتى لا يصبح النبي عندنا مجرد يوم واحد في السنة كاليوم العالمي للسرطان او اليوم العالمي للفنون وغير ذلك.
فالرسول هو كل عالمنا وكل ايجابي للعالم وضد كل سلبيات الأمم ولا يجوز ان نساويه مع يوم الاقلاع عن سلوك معين او بيوم الاختراع لصناعة معينة.
4- حتى لا يصبح الرسول عندنا مجرد مناسبة فقط ، تحتفل أي جماعة بذكرى مولده كما تحتفل أي دولة بيومها الوطني أو بذكرى قيام ثورة داخلية ، فالرسول هو اعظم من مناسبة واحدة في العام ، ولا يجوز ان نساويه مع احتفالنا بذكرى ثورة سبتمبر او اكتوبر أو غيرها من المناسبات.
5- حتى لا يصبح الرسول عندنا مجرد حضور جزءي في وقت معين نلتف حوله ونتذكره ، احتفالنا بذكرى مولده يظهرنا أننا لم نتذكر الرسول إلا في هذا الوقت ، وهذا لا يجوز فالرسول موجود معنا طول السنة وكل الايام وكل الاوقات ، فاحتفالنا بالنبي هو في كل ايام السنة وليس يوم واحد ، والتفافنا حوله هو في كل الاوقات وليس بذكرى مولده.
6- حتى لا يصبح النبي عندنا مجرد شعارات ومجرد لون ، فالنبي شعائر وليس شعارات ، والنبي كل الالوان وارسله الله للناس عامة الاسود والابيض ، ولم يكن محمد مجرد لون واحد على الجدران يظهره كالنبي الأخضر او شعارات الرنج الأخضر.
7- على مستوى المناسبات الدينية هناك عيدان فقط الفطر والأضحى ، ولو كان هناك مناسبة تخص النبي وحياته يجب ان نحتفي بها لكان يوم نزول الوحي عليه أفضل من يوم ميلاده ، ومثلما نحتفل بعيد ميلاده يجب ان نحتفل بذكرى بدر وفتح مكة وغيرها ، ولكن لم يحتفل النبي بتلك المناسبات ويجعلها ذكرى حتى لا تصبح السنة كلها مناسبات وأعياد ويصبح الالتفات نحو الشخص وليس نحو رسالته ، ونحو الحدث وليس الدين الذي صنعه.
8- حتى لا نتشبه باليهود والنصارى ، ومثلما يحتفلون اولئك بعيد ميلاد المسيح ، أصبحنا نحتفل بمولد محمد ، ومثلما اصبح عندهم عيد الكرسمس اصبح عندنا عيد الكرنرج .
9- معلوم ان الاحتفال بميلاد شخص سيكون عندما يكون ذلك الشخص حياً وهو من يحضر عيد ميلاده بنفسه ولا يصح الاحتفال بعيد ميلاد شخص بعد وفاته .
فلو كان هناك احتفالية بذكرى مولد النبي لاحتفل بها عليه الصلاة والسلام في حياته ، ولكان يجمع الصحابة حوله محتفياً في ذكرى مولده كل عام .
10- التساوي من حيث التاريخ في الميلاد والوفاة للنبي عليه الصلاة والسلام ، تدل على عدم جواز الاحتفال بمولده بل لا يجب ذلك ولا داعي له .
فإذا كان الرسول ولد بمثل هذا اليوم فقد توفى بمثل هذا اليوم ، وعندما تحتفل بمناسبة لشخص بعد وفاته فأنت تحتفل بذكرى رحيله وليس بذكرى مولده وقد مات وهو ما يعني ان ادعاءك ان هذا التأريخ كان مولد النبي فهذا التأريخ نفسه كان وفاته ، وقد جعلت يوم موت النبي عيداً وليس يوم مولده .
11- الرسول عليه الصلاة والسلام قال قبل وفاته لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبياءهم مساجد.
وعلى غرار هذا ممكن قياس الاحتفال بمولده حتى لا نكون اتخذنا عيد مولده عيداً كما اتخذ اولئك للمسيح عيسى عليه السلام .
12 - من كلما سبق نستخلص ان الاحتفال بالمولد النبوي هي اساءة للرسول عليه الصلاة والسلام ، ويجب ان نقاطع ذلك الاحتفال ونرفضه لأنه يسيئ للنبي صلوات ربي وسلامه عليه.