تعودنا ممن يتقلد منصباً حكومياً-في دول تحترم العمل-ثم يفشل في مهمته أن يقدم استقالته لعجزه عن القيام بواجباته.
مارتن غريفيث فشل في إنجاز مهمته بسبب رفض الحوثيين للسلام، وفشل في إحاطة مجلس الأمن بذلك، ورفض تصنيف جماعة الحوثي جماعة إرهابية!
هل يمكن لمارتن غريفيث أن يكون شجاعاً، ويقول إن الحوثيين لم يطبقوا اتفاق الحديدة، وإنهم بعد أكثر من عامين لا يزالون في المدينة؟
هل يمكن لغريفيث أن يعترف بأن اتفاق الحديدة الذي يفاخر به لم يمنع تدهور الوضع الإنساني، ولم يفتح الممرات والطرق، ولم يرفع الحصار عن تعز؟
هل يستطيع غريفيث أن يقول إن الحوثيين نفذوا مقتضيات القرارات الدولية ذات الصلة؟
هل يمكن لغريفيث أن يقدم لنا جردة حساب بأهم ما تحقق على يديه لإحلال السلام في اليمن؟
هل يتمسك غريفيث بمنصبه، لإنجاز المهمة، أم لأهداف أخرى؟
هل يعي المبعوث الدولي أنه يقوم بجريمة تسمى في القوانين “التستر على المجرمين”، وأنه لو كان رجلاً عادياً لقدم للمحاكمة بتهمة “التستر”؟
هل فشل غريفيث لعدم قدرته مهنياً، أو أنه فشل لأن الحوثيين أو الحكومة يتعنتون، أو لأن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لم يقدما له الدعم اللازم؟
أياً ما تكن أسباب الفشل فإن استقالة المبعوث أصبحت مطلوبة.
سياسياً مطلوبة…
قانونياً وعرفياً مطلوبة…
أدبياً وأخلاقياً مطلوبة…
مطلوبة لأن تعامله مع الحوثيين جعلهم يتصرفون بمأمن من الضغوط الدولية…
مطلوبة لأنه يقول إن استهداف مطار مدني وطائرة ركاب مدنية “قد” يرقى لمستوى جرائم الحرب، مع علمه بأنه عمل إرهابي وجريمة حرب…
استقالة غريفيث مطلوبة، لأنه فشل في مهمته…
فشل فشلاً ذريعاً، ولا يريد أن يعترف لا بالفشل ولا بأسباب الفشل…