تأثرت صناعة الفوانيس في مصر بشكل كبير بسبب انتشار فيروس كورونا، وذلك للعام الثاني على التوالي، مع تراجع معدلات الإنتاج والتوزيع، فيما يأمل المصنعون والتُجار تصريف منتجات العام الماضي، التي لا تزال معظمها باقية ضمن المخزون.
وفي الوقت الذي بدأ فيه بعض التُجار في مصر عرض المنتجات الرمضانية، سواء الفوانيس والزينة، يشرح نائب رئيس شعبة الهدايا بالغرفة التجارية، بركات صفا،
أبعاد الأزمة المستمرة منذ العام الماضي وتأثيرها على الصناع والتُجار على حد سواء.
ويشير صفا إلى أن العام الجاري شهد فقط تصنيع 30 بالمئة من حجم الإنتاج السنوي من الفوانيس، لأن المخزون لا يزال فائضاً من العام الماضي بنسبة 70 بالمئة تقريباً، خصوصا أن الموسم السابق جاء خلال فترة الحظر وتوقف حركة البيع بشكل كبير.
وقال إن "مخزون العام الماضي لا يزال يغطي السوق، وتم تصنيع جزء بسيط هذا العام، لأن حركة السوق ضعيفة للغاية في الفترة الحالية، كما في رمضان الماضي".
وأضاف: "صحيح أن البضاعة المتوفرة ليست بكميات ضخمة، لكنها في نفس الوقت تتزامن مع إقبال ليس بالقوة المعهودة في الظروف الطبيعية قبل جائحة كورونا".
وطبقاً لنائب رئيس شعبة الهدايا بالغرفة التجارية بالقاهرة، فإنه "خلال فترة ذروة كورونا العام الماضي 2020 كانت الشوادر مغلقة في ظل الإجراءات الاحترازية، وبالتالي لم يتمكن المصنعون والتجار من بيع معظم بضاعتهم.. بينما العام الحالي فلا يوجد إغلاق، حتى أنه تم إقامة شوادر في موسم المولد النبوي الشريف، وبالتالي نتمنى أن نقيم شوادر فوانيس رمضان كما العادة".
ويقول صفا إن "فوانيس رمضان بدأت في الانتشار في معارض البيع بالجملة منذ بداية شهر رجب تقريباً، ونأمل أن تقام الشوادر (للبيع بالتجزئة للمستهلكين) في منتصف شهر شعبان المقبل".
وأفاد بأن فوانيس رمضان صناعة مصرية 100 بالمئة، بعد توقف الاستيراد بقرار حكومي، لاعتبارها منتجا يندرج تحت بند "التراث".
وأردف نائب رئيس شعبة الهدايا في الغرفة التجارية بالقاهرة، قائلاً: "صحيح أنه لا يوجد استيراد لفوانيس رمضان أو أي لعب لها علاقة بشهر رمضان، وحتى خامات التصنيع المرتبطة برمضان، لكن هناك بعض الألعاب العادية يتم استيرادها، ثم يتم لاحقاً في المصانع المصرية تحويل الأغاني الموجودة بها إلى أغان رمضانية، على غرار وحوي يا وحوي وغيرها، وذلك بتغيير الاسطوانة لتتلاءم مع أجواء رمضان، خاصة أن الفوانيس ممنوعة منعاً تاماً".
وعن أسعار فوانيس رمضان هذا العام ومدى تأثرها بالخسائر التي تعرض لها التجار العام الماضي مع قلة الطلب، يكشف صفا أن الأسعار -وأمام تلك الأوضاع التي يعاني منها الجميع- سوف تستمر على نفس مستوياتها، ولربما تقل قليلاً. مردفاً: "حتى الآن لا يوجد رواج.. نتمنى أن تتحرك السوق بشكل إيجابي في الفترة المقبلة".
ويتابع المسؤول بالغرفة قائلاً: "في حال نجح موسم فانوس رمضان، فإن ذلك سيكون مؤشراً على التعافي ونجاح المواسم القادمة، سواء لعب الأطفال أو غيرها.. لأن المواسم تُسلم بعضها البعض كما نقول".
وأكد صفا أن التجار والصناع تكبدوا خسائر كبيرة العام الماضي، قائلا: "كل الصناعات الخاصة برمضان تعرضت إلى ضرر كبير جداً".