عربي ودولي

استعراض قوة بين روسيا وأميركا في البحر الأسود

اليمن اليوم

|
02:36 2021/04/29
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

عاد التوتر الى البحر الأسود مجدداً، بعدما أرسلت واشنطن اليه سفينة الدوريات "هاميلتون"، ما استدعى موسكو للتحرّك بسرعة، وارسال الطراد الصاروخي "موسكوفا" إلى البحر الأسود لإجراء مناورات.

 

وكان التوتر تراجع بعد أن أعلنت الولايات المتحدة في وقت سابق من الشهر الجاري تخليها عن إرسال مدمرتيها "دونالد كوك" و"روزفيلت" إلى البحر الأسود.

 

وأعلن الأسطول الأميركي السادس التابع لسلاح البحرية والمتمركز بالبحر الأبيض المتوسط، دخول "هاميلتون" التابعة لخفر السواحل الأميركي، إلى البحر الأسود، مشيراً إلى أن "هاميلتون" هي أول سفينة أميركية تدخل البحر الأسود منذ 2008.

 

ولفت إلى أن دخول السفينة إلى البحر الأسود يهدف إلى تقديم الدعم والمساعدة إلى حلفاء الولايات المتحدة من الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) وشركائها في المنطقة.

 

ودورية "هاميلتون" أبحرت باتجاه البحر الأسود، بعدما قامت بزيارات "لوجستية" في قواعد نابولي في إيطاليا، وروتا الإسبانية، حيث يقوم الأسطول السادس بالعمل جنباً إلى جنب مع حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة.

و"هاميلتون"، هي خامس سفينة في البحرية الأميركية تحمل اسم ألكسندر هاميلون، الذي يعتبر الأب لقوات خفر السواحل الأميركية، وأول وزير للخزانة في الولايات المتحدة.

 

وتجري سفن الأسطول السادس عمليات روتينية في البحر الأسود، لضمان استقرار الممرات البحرية.

 

ويتمركز الأسطول السادس، في نابولي في إيطاليا، ولديه قدرات لإطلاق صواريخ من طراز "توماهوك" على أهداف على الأرض، وعلى بعد أكثر من ألف كلم.

 

تدريبات قتالية

 

وتزامناً مع توجه السفينة الأميركية إلى المنطقة وسط توتّرات بين روسيا والغرب، بدأ الأسطول الروسي في البحر الأسود تدريبات قتالية.

 

وأفاد بيان لأسطول البحر الأسود، بأن الطراد "موسكوفا" سيجري مناورات قتالية بالذخيرة الحية، بمشاركة سفن أسطول البحر الأسود والطيران العسكري ومنظومات الدفاع الجوي، مضيفا أنه سيتم إغلاق المناطق البحرية التي ستشهد هذه المناورات.

والسفينة الحربية "موسكوفا" مهمتها الأساسية مهاجمة حاملات الطائرات والقطع البحرية الكبرى.

 

ولفت الخبير العسكري دميتري ليتوفكين، إلى أن طراد "موسكوفا" هو اليوم أقوى سفينة حربية روسية في البحر الأسود تقدر على الاضطلاع بمهام عديدة.

 

ويحمل "موسكوفا" على متنه 16 قاذفا لصواريخ "فولكان"، وقطع المدفعية ووسائط الدفاع الجوي.

 

كما قالت وزارة الدفاع الروسية إنها تراقب تحركات "هاميلتون"، التي تعتبر السفينة الأولى التابعة لقوات خفر السواحل الأميركي التي تدخل البحر الأسود منذ عام 2008.

 

وكان الأسطول السادس الأميركي أعلن دخول "هاميلتون" أمس الأول، إلى البحر الأسود لتقديم الدعم إلى حلفاء وشركاء الناتو في المنطقة.

 

رد حازم

 

من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن بلاده سترد بحزم على أي محاولات أميركية لتجاوز ما وصفه بـ"الخطوط الحمر"، معربا عن استعداد موسكو لأي اتفاق مع واشنطن يلبي مصالح روسيا. وأضاف في مقابلة مع وسائل إعلام روسية، أنه إذا لم تكن واشنطن مستعدة للحوار، فإن ذلك يعني العودة إلى ظروف أسوأ من الحرب الباردة.

 

وتعليقاً على احتمالات تجدد القتال في منطقتي دونيتسك ولوهانسك المعروفتين مجتمعين باسم دونباس، بشرق أوكرانيا، حيث حصل أكثر من نصف مليون شخص من سكانها على الجنسية الروسية، قال لافروف: "فيما يتعلق بروسيا ومقاتلي الميليشيات الشعبية في دونباس، فإن الحرب يمكن ويجب تفاديها".

 

وفي إشارة إلى الأنباء التي تحدثت عن احتمال أن يبدأ نظام الحكم الأوكراني الحرب، أجاب لافروف: "لن أتكهن بشأن ما يمكن أن يفعله رئيس أوكرانيا فلوديمير زيلينسكي، فالدلائل الخارجية تشير إلى أن أكثر ما يهم زيلينسكي هو البقاء في الحكم، وهو مستعد لدفع أي ثمن وحتى مسايرة النازيين الجدد والمتطرفين الذين يستمرون في وصف المتطوعين للدفاع عن دونباس بالإرهابيين".

 

وكان وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، قال في وقت سابق، إن بلاده لم تسحب قواتها من الحدود الأوكرانية بسبب ضغوط خارجية، مضيفا أن موسكو حركت قواتها على أراضيها بالشكل الذي تراه مناسبا، مشددا على رفض بلاده أي تحذيرات من الخارج حول تحركاتها العسكرية "داخل حدودها".

 

وبعد نشرها ما يصل إلى 100 ألف جندي في الأسابيع الأخيرة قرب الحدود الشرقية لأوكرانيا وفي شبه جزيرة القرم، وهو أمر تسبب في تجدد التوتر الدولي والمخاوف من غزو روسي، أعلنت موسكو الجمعة الماضي بدء انسحابها من المناطق الحدودية.

 

إلا أن الإعلان الروسي لم يكن مقنعا جدا حتى الآن لواشنطن. وقال الناطق باسم "البنتاغون" جون كيربي "لقد رأينا بعض القوات الروسية ترحل بعيدا عن أوكرانيا"، لكن "من السابق لأوانه اعتبار الأمر مفروغا منه".

 

زيلينسكي

 

وفي موازاة ذلك، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أثناء زيارته مواقع أوكرانية في جنوب البلاد قرب شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014 "إذا انسحبت القوات الروسية، فهذا لا يعني أن الجيش ينبغي ألا يكون مستعدا لعودة القوات في أي وقت إلى حدود بلادنا".

 يذكر أن المقيمين في منطقة دونباس أيدوا في 2014 عقب وقوع الانقلاب في العاصمة الأوكرانية كييف، إقامة جمهوريتين شعبيتين، جمهورية دونيتسك وجمهورية لوغانسك.

وردّ نظام الحكم الأوكراني على ذلك بشنّ العملية الحربية في محاولة لاستعادة السيطرة على المنطقة.

وباءت المحاولة بالفشل إذ تطوع كثير من سكان المنطقة ومعظمهم روس أو ناطقون باللغة الروسية، للدفاع عن الجمهوريتين الشعبيتين.

 وفي أبريل 2019 أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوماً بشأن تسهيل حصول سكان جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين على الجنسية الروسية.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية