آراء

الحروب الدولية ليست علاقات عامة

داود الفرحان

|
03:06 2022/02/10
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

يعرف المطلعون أن هناك حركة عالمية مناهضة للأسلحة النووية تعارض التقنيات النووية المختلفة السلمية وغير السلمية. ومن بين هذه الحركات حملات نزع الأسلحة النووية، وأصدقاء الأرض، والسلام الأخضر، والأطباء الدوليون لمنع الحرب النووية.

 

لكن هذه الحركات النشطة لا يعرف أحد لماذا يتم استبعادها من المباحثات النووية الطابع بين الدول؟ لماذا لا تشارك في الضغط على دول طائشة مثل كوريا الشمالية وإيران وإسرائيل؟ هناك حركة عالمية لنزع الأسلحة النووية منذ ستينات القرن الماضي حتى في داخل الدول النووية، لكنها تقف في صفوف العلاقات العامة عند أبواب الفنادق التي تجري فيها مباحثات سياسية نووية بين الدول مثلما يقف الآلاف على أبواب قاعات جوائز الأوسكار السينمائية أو انتخاب ملكات الجمال أو حواجز شوارع سباقات السيارات أو مدرجات ملاعب كرة القدم!

يخيل لكثيرين أن اجتماعات فيينا الحالية حول مفاعلات إيران النووية هي الحل الوحيد للمشكلة، لكن تبين لكل المتابعين الجادين أن هذه المفاوضات هي نوع غير ناضج من العلاقات العامة لمنع الحروب النووية، ومضيعة وقت ريثما تُنهي إيران الملالي استعداداتها وتجاربها وخزينها من القنابل الذرية... وعندها يكون لكل حادث حديث! والمتفرج على ما يحدث في فيينا يجد أنه نوع من التضامن مع طهران إذا لم يقترن بقرارات فورية وآنية وشاملة لا تسمح لها أو لغيرها بالتزويغ واقتناص الفرص وشراء الوقت مجاناً في محادثات عقيمة وشروط خرافية ريثما تنضم إيران إلى المعسكر النووي الدولي، وعندها على العالم أن يسمع ما تقوله طهران جيداً بلا شروط ولا عقوبات ولا اجتماعات.


ما يحدث في فيينا نوع من "التسلية" كالأمثلة التي ذكرتها في بداية المقال عن عربات بيع عصير العنب ودوائر العلاقات العامة.

 

ويا ويلنا من مفاعلات أصفهان بعد أن تهرب إيران بالبضاعة النووية. إذا كانت اجتماعات فيينا "علاقات عامة" كما تريدها إيران، فإن الحروب الدولية النووية وغير النووية والسيبرانية ليست علاقات عامة ولا خاصة.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية