من أثرياء الحرب أو الضالعين باقتصاد الحرب، أو من السياسيين المحسوبين على العجز عن تحديد موقف خارج اصطفافات وخنادق الحرب، سيحشدهم مجلس التعاون الخليجي في الرياض لمدة أسبوع، من نهاية مارس وحتى 7 أبريل، لوضع نهاية لمصدر عيشهم، ووقف حرب الجميع فيها أكتاف بندقية ولسان خطابة بالإيجار، وعري سياسي بلا ورقة توت استقلالية الموقف وسيادة القرار.
500 مدعو لمناقشة ستة محاور، منها تعزيز دور الدولة التي بيعت وتلاشت ولم تعد حاضرة في حياة الناس، من الأمن وحتى فرص الرغيف، وتقديم المساعدات لشعب تشحت الحكومة باسمه، تلقمه حجراً وتودع المليارات في حساباتها السرية خارج خيام النزوح، والإصلاح الإداري لنظام مسجى على خشبة الدفن، ووقف إطلاق النار لجيش لا يطلق النار وإن أطلقه فعلى رجليه وعلى من حوله من رفاق الجبهة الواحدة، وكذا المحور العسكري الذي ينكمش حد لم يبق من خارطة شمال نصف البلاد، سوى مديرية في مأرب وشارعين في تعز وخرقة جدار برلين العظيم، في محافظة الستة ملايين منتهك الحقوق.
* * *
السعودية وإيران ومن ورائهما من دول كبرى، بيدهم أدوات الرسم هم وحدهم في حالة التوافق، من سيرسمون مجالات الاقتسام ومربعات النفوذ، أما الأدوات، كل الأدوات في الطرفين، لا يصنعون مسار حل وخارطة طريق.
* * *
الصحافة البريطانية تقر بفشل بوريس جونسون في إقناع السعودية والإمارات، برفع إنتاج النفط لضبط أسعار السوق العالمية، ولخنق روسيا دون أي تبعات اقتصادية على كبريات الدول.
الإمارات وفق “وول ستريت جورنال“ تشعر بخيبة أمل من السياسة الأمريكية في المنطقة، وتحديداً الموقف المتراخي من قصف أبوظبي.
السعودية تلوح باستخدام عملة اليوان الصينية، بديلاً عن الدولار في بيع النفط، وواشنطن ترى فيه خطوة عدائية.
(وزير خارجية الإمارات) عبدالله بن زايد في موسكو للمناورة، والهروب من الضغط الأمريكي، واللعب على رقعة الصراع الروسي الأمريكي.
الاستنتاج:
الدولتان النفطيتان توجهان رسائل للسياسة الأمريكية، مفادها لا شيء يُعطى بالمجان، تماهيهما مع المطالب الأمريكية البريطانية يجب تحصيل ثمنه سياسياً في عدم الانفتاح الغربي على إيران، وامنياً وعسكرياً في دعم صراعهما في حرب اليمن، وإعادته إلى مرحلة ما قبل رفع الحوثي من قوائم الإرهاب، وتقليص مبيعات السلاح، وخفض التعاون الاستخباري مع أبوظبي والرياض.
محاور ستة تتحدث عن عناوين كبيرة وآمال عريضة، يُراد لها أن تُنجز على أيدي حفنة أفاكين، ولصوص الميزانيات ومخازن الذخيرة باعة الجبهات، حرامية الهبات وحبة الدواء ووجع النزوح والعيش الحاف، الممزوج بحبات رمل الصحارى.
بجملة واحدة:
مشاورات الرياض مكافحة الفساد، بدعوة حيتان الفساد، ووقف الحرب على يدي تجار الحرب، وتحقيق النصر بأدوات الهزيمة.
من غير حضور الحوثي وهو المستهدف من الدعوة، لا معنى لمشاورات اللون الواحد والتبعية الواحدة، فجميع المدعوين هم في جيب السياسة السعودية، يتلقون الأوامر ولا يصوغون التوصيات المغايرة ويتخذون القرار.
الحوثي ومعه إيران الطرف المعني، ولا قيمة لمشاورات تحمل عنوان حيا وسهلا بمن حضر.