شكل ارتهان مليشيات الحوثي لملالي طهران ونظامها العنصري، ورطة ومأزقا لها أمام اتخاذها قرارات لمصلحة الشعب اليمني، وهو ما ظهر ويظهر جليا في تمسكها بالحرب، ورفضها دعوات السلام والتحاور منذ انقلابها.
هذا الارتهان إلى نظام إيران الطائفي للأسف الشديد انساقت مليشيات الحوثي وراءه بشكل مخزي لدرجة انسلاخها من الهوية اليمنية، وتحاول الدفع باليمنيين نحو ذلك المسار، فلم يعد هناك في صنعاء ومناطق سيطرتها أي من ملامح للهوية اليمنية أو الطابع اليمني، أو الخصوصية الوطنية، فقد هرولت إلى الثقافة الايرانية الفارسية بشكل واضح وجلي، وتصر على الاستمرار في هذه المنهجية، بشكل هستيري يعكس مستوى منحط من المسؤولية الوطنية إن كان هناك شيء منها لدى هذه العصابات.
وبالنظر إلى موقف المليشيات المعلن من دعوة مجلس التعاون الخليجي إلى مشاورات يمنية- يمنية، ورفضها للتحاور مع أبناء وطنهم للخروج باليمن إلى بر الأمان، هذا الموقف الرافض للسلام وإنهاء الحرب، يكشف أيضا ويوضح صورة وحقيقة ارتهان الحوثي لإيران، كما أن هذا الموقف المتمسك بالحرب يعكس رغبة طهران ولا يعبر عن اليمنيين بمن فيهم قيادات وعناصر حوثية لاتزال لديها بعضا من معاني الهوية اليمنية.
من خلال ما سبق إلى جانب الشواهد المتواترة طيلة السنوات الماضية بات من الضرورة والمصلحة الدولية والإقليمية والمحلية، حسم الموقف مع هذه المليشيات وفقا لاختيارها (الحسم عسكريا)، لأن المليشيات للأسف الشديد تفهم محاولات السلام معها أو التهدئة أو التحاور معها، تفهمه ضعفا من الشرعية والتحالف والمجتمع الدولي، إلى جانب أن الحرب بالنسبة لها كالماء للسمك، ولذا لا غرابة في تمسكها بالحرب.
ولم يعد هناك من مجال لدى المجتمع الدولي للتهاون مع أي طرف يمني يعرقل السلام وإنهاء الحرب، فليس من مصلحة العالم وجود نظام إرهابي يتحكم في خط الملاحة الدولية، كما أن اليمنيين لن يقفوا مكتوفي الايدي، إذا ما استمر الموقف الدولي غير واضح وحازم، ولن يقبل بالأمر الواقع أكثر مما مضى، وسينتصر لإرادته ولن يسمح باستمرار منهج الهرولة به نحو أحضان نظام طهران العنصري الطائفي التدميري.