آراء

تمجيد نبي الإسلام لانتزاع حقوق سياسية!

محمد العلائي

|
09:10 2022/10/11
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

كان الحسن الهمداني مسلماً فخوراً بالنبي وبموقف اليمنيين في نصرة دعوته.

لكن هذا لم يحمه من السجن والملاحقة، وبتهمة ماذا؟

بتهمة الإساءة للنبي!

نستطيع، انطلاقاً من تجربتنا، أن نتخيل مجمل الظروف والملابسات التي أدت إلى اتهام ذلك العملاق واستدراجه إلى زنزانة بني يعفر في صنعاء بتوصية من الناصر أحمد بن الإمام الهادي يحيى بن الحسين.

كان الهمداني قد وجد نفسه في حالة اشتباك فكري وأدبي مع تيار وافد يلجأ إلى المبالغة في الاحتفال بالنبي لاضطهاد المخالفين، أو لانتزاع حقوق سياسية والانتقاص من حقوق.

قطعاً، لم يكن الهمداني ضد تمجيد نبي الإسلام، بل ضد احتكاره ومصادرة رمزيته وتوظيفها لصالح فئة تؤسس طموحاتها على منطق العصبية "الشريفة".

*   *   *

البريطانيون والسعوديون احتشدوا لنصرة حكم آل حميد الدين الذي لا يزال البعض يشهد له بالوطنية في مواجهة بريطانيا جنوباً والسعودية شمالاً!

حسناً،

بما أنه لا يحق لنا أن نجرد أحداً من صفة "الوطنية"، سنوافق على أن آل حميد الدين كانوا "وطنيين" على طريقتهم الخاصة.

ومع ذلك، هذه ليست هي الوطنية التي تناسب اليمن بتنوعه وحيويته.

الوطنيات من النوع الديني المذهبي عفى عليها الزمن.

وفي اليمن مفعولها تقسيمي تدميري.. وهذا ما نشاهده اليوم.

نحن ننتمي إلى الوطنية الجمهورية، وطنية الأرض والتاريخ العريق والمصير الواحد.

اليمن الكبير تحدَّد بشكله الحالي، وامتلك سيادته واستقلاله تحت اسم الجمهورية.

"الإمامة" ورقة خاسرة من المنظور التاريخي.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية