أدانت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة هجوم الحوثي على ميناء الضبة النفطي، دون أن تتضمن تلك البيانات مجرد إشارة، يمكن أن تضع مثل هكذا استهداف تحت طائلة التدابير العقابية.
ليس صحيحاً أن ليس لدى الحوثي ما يخسره، وأنه طليق اليد حر الحركة، لغياب ما يمكن ممارسة الضغط عليه، فالحوثي ربما ليست له سيولة نقدية في البنوك الأمريكية الأوروبية، وربما أن بنيته التحتية مدمرة، بحيث سيان الأمر لديه إعادة قصفها أو إعفائها من القصف، وأن المجتمع الدولي لا تعنيه معاناة ملايين المختطفين في مناطقه، وحرمانهم من حق الحياة بالمعنى الحرفي للكلمة.
صحيح أنه قوة منفلتة مارقة، ومع ذلك هناك من الإجراءات العقابية ما يجعله يفكر ملياً، قبل أن يقدم على التمادي في تنفيذ مغامرات ما زال يهدد بها، تمس البنية النفطية والمصالح الدولية والممرات الاقتصادية، من أوراق الضغط لترشيد تهوره، تعطيل مصادر تمويل آلته القتالية من موانئ ذات الاستخدام الازدواجي، تهريب السلاح والجبايات المليارية، والأهم إسقاط اتفاق “ستوكهولم” وتحرير الحديدة.
الحوثي يدرك أنه من دون الحديدة ستصاب قوته بالهشاشة، وسيفقد القدرة على ضخ الأموال اللازمة لإبقاء الحرب خياره الأفضل أطول فترة ممكنة.
اتفاق “ستكهولم” إذا كان منحة مجانية للحوثي، فهو عبء على السلام وأكبر محفزاته لاستمرار الحرب، ورفض الانخراط في مسارات الحل السياسي التفاوضي.
في رقعة الصراع الداخلي هو قوي بالحديدة، وهو ضعيف من دونها، ومن هنا ودون المساس بالشق الإنساني، يجب على أدوات الضغط أن تبدأ.