البسملة..
أحزاننا في اليمن لها ألوان متعددة نختار ونصنع منها ولها الكلمات والشتائم واللعنات بطرق مختلفة لأنها سلاحنا الوحيد بعد أن تم تجريدنا من كل سلاح..
المبتدأ..
الكوارث والفساد والأحزان هي تاريخنا الحاضر والماضي، لدينا سجل كبير يفوق ما يملكه أي شعب آخر...
أحيانا تأتي فرص التصحيح لكنها تضيع في زحام المواسم الضائعة والفرص الشاردة ويبدو أن المجلس الرئاسي فرصة على وشك الضياع أو في طريقها إلى ذلك، أما حكومة معين فواضح أنها -بالبلدي اليمني- لا ماء ولا طحين..
وأنها زادت الماء في الطين والعجين..
الخبر..
عندما تتابع أخبار اليمن فأنت ضمنا تتجول في سراديب الأحزان ومحطاته بكل تفاصيل حروبه وفيوض أوجاعه، يعلمك الحزن أحيانا أن تدرك ما لا تريد إدراكه وأن تعي ما لا تود أحيانا فهمه.
حروف الجر..
الطبقة السياسية هي الكارثة وأساس الفساد في هذه البلاد التي كانت تسمى بلاد السعيدة وربما من باب تسمية الشيء بضده كالبصير للأعمى وهلم جرا..
الطبقة الحاكمة من ساسها إلى رأسها غارقة في الفساد ومارقة من أي إنجاز ناهيك عن ابتذالها المتوالي الذي يشكل قاعدة كل فشل.
من يصعد إلى كرسي السلطة يفسد في خمسة أيام يسابق الزمن نهبا وهبرا ولعل الشرعية اليوم هي المثال الحي لكل ما سبق. بعض وزراء الحكومة كالتعليم العالي والخارجية يأتون في مقدمة الفساد المرعب، كما أن ضعف كفاءة الوزراء جعل الفساد مركبا. إنه باختصار: "فساد عبيط" فساد بهبل جعل الشرعية تفقد الحاضنة وتهب المليشيات المتربصة مزايا وهدايا مجانية.
الفاعل والمفعول به..
الحرب تحصد أرواح الشباب والجوع يأتي على الشعب، لكن قيادات الشرعية جميعهم لا تستثني منهم أحدا، حد قول مظفر النواب. لا يعنيهم ولا يؤرق مضجعهم شيء فهم منشغلون بما يسرقون من دمنا وقوتنا، يضاربون في سوق العملة والعقار. يذهب أبناء الشعب إلى الجبهات ويذهبون وأبناؤهم إلى البعثات والشاليهات والمنتجعات، يقدموننا قرابين أعيادهم التي لا تنتهي في كل القاعات في بلاد العالم.
الحال..
بأقدامهم الحافية يقاوم أبطال مخذولون ما أمكنهم السبيل زحف الفرس الخميني وأدواته في بعض مواقع وجبهات ينقصها التنظيم والقيادة والدعم المنهوب الذي يستثمره قادة الدم كي يصنعوا عرشهم ومجدهم الخاص..
الختام:
لحظات الحرب تحتاج قادة من طراز رفيع يعشقون الوطن ويقدسون ترابه ويتعففون عن أموال الشعب ليسوا كأمثال هؤلاء الذين جاء بهم الزمن على حين غفلة من التاريخ كأسوأ قيادات منذ ألف عام وحتما لن يفلحوا في إدارة الدولة ولا في إنجاز التحرير. والتحرر منهم أولا. هو سبيل الخلاص وغيره عبث مستدام.
والخلاص منهم لن يأتي بالدعاء ولا بالشتيمة إنما بالشارع الهادر والإعلام الصادق والرفض الدائم وتلك ضريبة مستحقة على الجميع أن يدفعها..
ذلك أن اللصوص لا يبنون دولة ولا يصنعون انتصارا..
وغدا لناظره قريب.