في عصر السرعة أصبح مجرد فرد أعلى شهرة..وأشهر من دولة .. هذا زمن الفردانية الطاغية وبإمكان مجرد لاعب كرة أو صحفي لامع وممثل مشهور أن يكون ذا أثر أكثر من دولة أو امبراطورية تحكم العالم
الدول بحاجة هؤلاء
ولم يعد الفرد بحاجة دولة تحميه وتوصله للعالمية فالعكس هو الذي يحدث فمجرد فرد يطير بدولة ما إلى أذهان مليارات البشر وبإمكان الفرد الحالي بإمتلاكه مهارة ما أن يتجاوز بمهارته الدولة والقارة وثمنه،أكثر بكثير،من موازنة كمشة دول من ذات الدخل المتوسط والدليل هو ما يحدث من عالمية للاعبي كرة القدم الذين تجاوزوا بهالاتهم العظماء والمصلحين والزعماء والثوار والرواة والعلماء فهذا العصر يعرف بعصر رونالدو وميسي ورفاقهم من مهرة اللعب
إنتهى عصر الاسكندر المقدوني
لم يعد هنا ما يستدعي الانطلاق لمعرفة كل عصر باستجلاب اسماء الشجعان وسقطت مكانة تأريخ الأثر العالمي و اسماء الشهرة ( أخيليوس والاسكندر ونابليون ) بل ( رونالدو ميسي مبابي ) ولم تعد طفرة الكٌتاب الكبار وعصور ديستويفسكي وشكسبير ودانتي وضاعت عقارب التأريخ باسماء المعارك من لكه الى واترلوا ..
هذه اللحظات العالم يتوافد ويكتب ويتابع تشييع البرازيلي ( بيليه ) ويستقبل ويشاهد استقبال البرتغالي ( رونالدو ) في السعودية ومن هذه الأحداث الهامة يؤرخ العالم الحالي لعالم آتٍ طريقة التفكير وباسماء هؤلاء فهم العنوان الأبرز لهذا العصر وهذا الجيل الرياضي والقيمة الأعلى وسيدرس الجيل القادم عصر كرة القدم كدراسته العصور القديمة الشهيرة بثيماتها المختلفة وسيتحولون لأبطال يتجاوزون ببطولاتهم فتح الشرق للغرب والغرب للشرق والوسط ..
ذات يوم سيصرخ البرتغالي وهو يستحث ابناء بلاده للدفاع عن البرتغال من أي غازٍ محتمل : دافعوا عن وطن رونالدو
والبرازيلي سيصرخ : دافعوا عن وطن نيمار .. وسيصرخ الأرجنتيني: دافعوا عن وطن ميسي .. ومن ليس لديه لاعب شهير لن يستطيع الصراخ لإستثارة حمية الرجال .. إنتهى عصر دافعوا عن وطن ديستويفسكي ووطن المعري والمتنبي، هذا عصر كرة القدم فقط.