حامل البريد الإمريكي سلطنة عمان ترسل مبعوثها مرة ثانية في غضون إيام إلى صنعاء ، بعد أن حمل المبعوث العماني رسائل واشنطن إلى مران، ومن مران إلى الإدارة الإمريكية حول شيء ما ، يجري بحثه بعيداً عن التصريحات التي تأخذ طابعاً شكلياً غير حقيقي.
العنوان الخارجي بحث تجديد الهدنة ، وهو بحث لا يستحق كل هذا العناء الدبلوماسي ،سيما وأن الجبهات بإستثناء الجنوب في حالة سكون وإسترخاء وهدنة رسمية ،متوافق عليها خارج برتوكولات التوقيع .
إذا أعتبرنا أن الهدنة هي الهدف فإن الح وثي لن يتنازل قيد إنملة عن شروطه ، وإن كانت الجولات المكوكية تبحث في صفقة الحل الشامل ، فإن الإستجابة لشروط صنعاء في إنهاء الحصار وفتح المطار والموانئ ،ورفع الرقابة عن تدفق السلع والسلاح ‘وتقاسم الموارد ودفع رواتب جيشه وأمنه من عوائد النفط والغاز ، هي ترضية لإنخراط الح وثي في المفاوضات المباشرة المحتملة ، وفي الحالتين صنعاء تخضع الجميع لمطالبها.
ستُقدم له تنازلات وسيبتلعها الطرف الشرعي على مضض ، لأنه ليس طرفاً أصيلاً ومقرراً في مدخلات ومخرجات التسوية، وستمضي الحلول بإتجاه وأحد في محصلتها النهائية ، تمكين الح وثي من البسط على حكم كل اليمن، مع إستثناءات وشراكات طفيفة لا تلغي مثل هكذا حقيقة.
ثلاثة أطراف تمسك برقعة الحل كل من طرف:
إيران تحارب لمصالحها في بؤرة نزاع رخيصة الثمن هي اليمن.
السعودية تفاوض من أجل أمنها الداخلي ،بعد ان أعادت رسم أولوياتها، وقررت الخروج الآمن من طاحونة الحرب .
واشنطن والدول الفاعلة في ملف الصراع ، ترى أن الحرب كُرة ثلج تكبر ومن شأنها ان تنال من مصالحها في منطقة إستراتيجية، لجهة ممرات التجارة العالمية ومواقع الثروات داخل وخارج اليمن.
نحن أمام مشاورات مباشرة سعودية إيرانية
سعودية حوثية
إمريكية إيرانية عبر القناة العمانية، ومباشرة مع صنعاء عبر منصة مسقط.
ومثل هكذا دبلوماسية نشطة لا يمكن لها أن تخوض مفاوضات السقف المنخفض الذي لا يتخطى الهدنة ، بل هي تمضي بإتجاه تفكيك الإستعصاءات والدخول في مسار الحل النهائي.
ما الذي يحمله المبعوث العماني؟
توحيد المسارات التفاوضية المتعددة في مسار واحد :
مفاوضات مباشرة ومؤتمر سلام يوزع الحصص على قاعدة رابح واحد، فرض حضوره عبر سياسة النفس الطويل، في خوض حرب تمتد لمعقل المصالح الدولية ، حرب بات الجميع يستشعر بمخاطرها لجهة الإضرار بمصالحه ، و يسعى لطي ملفها.
الحوثي الطرف الوحيد المغامر ،الذي يعلن استعداده لإستمرار حربه حتى آخر جائع في اليمن.