أسفر صباح يوم 7فبراير 1968م عن صباح مختلف؛ لقد جاء صباحا جديدا في إسفاره، متميزا بضيائه، مفعما بالبشائر و الظفر . كيف لا؟ و هو الصباح الذي جاء يطوي ليل حصار السبعين يوما لصنعاء ، جاء يؤكد أفول حكم الكهنوت، و يعزز حضور الثورة والجمهورية و ينهي الحصار و الملكية بضربة لازب.
جاء ذلك الصباح عجيبا عزيزا حبيبا ، جاء يحمل البشرى بكسر الحصار، و انتصار الثورة، و ترسيخ النظام الجمهوري.
جاء يسقط المخططات المشبوهة، و يسقط خبراء الحصار الذين استجلبتهم المخططات المتآمرة من خلف الحدود، و من وراء البحار؛ يرسمون الخطط، ويديرون المعارك، و يحركون قطع الدمار و آلات الحرب و الخراب، فيما قطع الذهب تصب هنا، و تنثر هناك كما ينثر السفهاء دنانيرهم على الراقصات..!!
في المقابل؛ كان الصف الجمهوري الحر، النقي من شوائب الارتهان، المؤمن بربه، الموقن بنصره، و الواثق بمواقف شعبه يخوض معركته بثبات، و يقاوم باستبسال غير عابئ بما لدى الأعداء من إمكانات، و لا بما توفر لهم من دعم و مساندة، في حين كانت قوات الشقيقة مصر قد اضطرت للانسحاب بعد نكسة حزيران المشؤومة.
هناك، في جبل برش، و عيبان، و نقم.. هناك في شعوب، و الرحبة.. و غيرها، كانت تقف العزيمة القوية، و الإرادة الصلبة، و المشيئة التي هتفت: الجمهورية أو الموت !
للأٓحاد بطولات و للقيادات مواقف، و النصر- بتوفيق الله- يصنعه الاصطفاف، الذي يحدد الهدف و يتحد عليه، و كان الاصطفاف صامدا في قلب العاصمة صنعاء، و صفوف الاصطفاف تتوافد من أنحاء اليمن حول صنعاء.
فرق ظاهر ؛ بين صف يجمعه هدف واضح، و بين اجتماع شكلي يتحدث عن الاصطفاف بينما تتنازعه أهواء، و تتجاذبه الأطماع.
لقد حاولت أطراف مؤتمر حرض أن تفرض على الجمهوريين ضغوطا كبيرة، لكن الصف الجمهوري كان موحدا في هدفه، مصرا على تحقيقه، وكان الصف الجمهوري هو الشعب اليمني الذي رفض أن يفرط بثورته و جمهوريته، فكان- بعون الله- النصر و الظفر، و انهزام الملكية.
لقد هزم قادة فلول الملكية؛ و معهم خبراء ما وراء الحدود و البحار ، و القناطير المقنطرة من الذهب و الأموال، وانتصر الشعب اليمني الذي ظل يقاتل لسنوات.
في حصار صنعاء كانت إيران حاضرة بعناصر من عسكرييها، و إلى جانبهم مرتزقة غربيون لقي بعضهم مصرعه ، و إيران اليوم ليست حاضرة فقط، بل والغة في الإجرام والقتل و الدمار.
انكسر حصار الملكيين لصنعاء، و انكسر تطويق أحفاد الملكيين لتعز، و سيقتلع اليمنيون مرتزقة إيران و عسكرييها مرة أخرى، و ستذهب الألغام، و الأموال المقنطرة كما ذهب حصار صنعاء، و كما ديست تلك الأموال، و سيعيد التاريخ نفسه بصف يمني موحد متحد، وبصباح تشرق فيه الحرية و السيادة اليمنية و التحرير، و انكسار مشروع إيران و أذناب إيران.. و ما ذلك على الله بعزيز.