في كل رمضان يأخذ الناس استراحات فنية مختلفة يلطفون بها الليل الرمضاني الفسيح وتشكل الدراما في رمضان حالة أو ظاهرة في كل عام.
يمكن أن تعمل الدراما الهادفة على الاشتباك مع الأفكار المتطرفة وبالأخص في بلد مثل اليمن حيث تنمو طفيليات الحوثي والقاعدة.
ولعل الدراما هي أسرع الوسائل لمقارعة هذه الأفكار، حيث تصل إلى كل الطبقات الشعبية بسهولة ويسر بعيدا عن لغة الرصانة المعتادة في باقي الوسائل التثقيفية الأخرى التي قد تخاطب فئة محددة أو أن أسلوبها الخشبي لا يهضم سريعا.
هناك صعوبات وعوائق في إنتاج قوالب فنية سلسة ومطواعة في بلادنا.
ذلك أن الإنتاج الفني محصلة طبيعية لثقافة الكاتب أولا، وذوق المخرج ثانيا، ومهارة الفنان ثالثا.
وإذا كان أحدهم فقير الثقافة أو الذوق أو المهارة، يخرج العمل الفني أيا كان نوعه، هزيلا، مغتربا عن واقعه، غزير التفاهة، ويعمل على تعكير المزاج العام.
في الرمضانات السابقة كان هناك موجات غضب شعبي من الأعمال التي عرضتها بعض القنوات اليمنية أو الأعمال الفنية التي أنتجت والتي تفتقد لأبسط مخيال فني "نصاً" أو أداءََ.
أصبح من الأهمية بمكان أن تقوم المؤسسات الكبرى والوزارات المختصة وكل العاملين في حقل الإعلام والثقافة في القطاع الخاص والعام بعمليات اكتشاف للثلاثي المتميز، أقصد الكاتب المثقف الغزير والمخرج الذواق المقتدر، والفنان الماهر الحصيف الموهوب المتواضع.
نحتاج فترة زمنية أطول كي نحقق هذا الاكتشاف، فنحن نتأخر دوما، وفي سبيل ذلك..
ما نحتاجه الآن تشجيع بعض الأعمال الجميلة التي ظهرت في بعض الجامعات اليمنية وبعض القنوات فهي المخزن الذي يجب الاتجاه إليه والمنجم المحتمل، وسنجد هناك بعض ما نبحث عنه كي يكون سلاحا جديدا وجيدا في معركة الوعي والتثقيف ومواجهة أفكار الخرافة والتطرف.