استعرضت شبكة دويتشه فيله الألمانية، تفاصيل خطة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجديدة لخفض استهلاك المياه، مشيرة إلى أن الخطة تعد أول إعلان سياسي كبير لماكرون بعد قراره بتطبيق خطة إصلاح نظام التقاعد المثيرة للجدل، والتي خلفت احتجاجات عارمة عصفت بالبلاد لأسابيع.
وأضافت الشبكة في تقرير لها، أن الخطة تم الإعلان عنها في مدينة سافين لولاك في منطقة أوتس ألب بجنوب شرق فرنسا التي عانت من نقص حاد في المياه، وتقع على حافة بحيرة تعد واحدة من أكبر خزانات المياه من صنع الإنسان في أوروبا الغربية.
- كيف ستوفر فرنسا المياه؟
بحسب التقرير، تتضمن خطة توفير المياه مجموعة من التدابير، بدءًا من إصلاح الأنابيب المتسربة إلى تغيير طريقة استهلاك المياه للمزارعين والعاملين في صناعة الطاقة النووية، مشيرة إلى أن هذه الخطة جعلت المياه أكثر تكلفة للأشخاص الذين يستخدمون أكثر مما يحتاجون إليه يوميًا.
وذكرت الشبكة أن فرنسا عانت، مثل الكثير من دول أوروبا، من جفاف شديد الصيف الماضي وسط طقس حار وجاف، حيث حرمت أكثر من 100 بلدية من المياه لدرجة أنهم لم يتمكنوا من إيصال مياه الشرب إلى الحنفية.
- نقص المياه أدى إلى تفاقم المشاكل المتعلقة بالصيانة في شبكة محطات الطاقة النووية بالبلاد
وأوضحت أن نقص المياه أدى أيضًا إلى تفاقم المشاكل المتعلقة بالصيانة في شبكة محطات الطاقة النووية في البلاد، مع وجود مياه غير كافية للتبريد في بعض المواقع، حول ارتفاع أسعار الطاقة المرتبطة في جزء كبير منها بالأزمة الروسية الأوكرانية.
وتابعت: "سجلت فرنسا أكثر شتاءً جفافًا منذ عقود، وكان ماكرون قد وعد في وقت سابق هذا الشهر حكومته بوضع "خطة مياه" عاجلة في مارس نظرًا لظروف الجفاف الشتوي.
وقال ماكرون: "قررنا إطلاق 1000 مشروع خلال خمس سنوات لإعادة تدوير المياه وإعادة استخدامها. نريد إعادة استخدام 300 مليون متر مكعب، أو 3500 زجاجة ماء لكل فرد فرنسي سنويًا، وتعيد فرنسا حاليًا استخدام أقل من 1% من مياهها.
- تغير المناخ سيحرم فرنسا من 30% إلى 40% من المياه المتاحة بحلول عام 2050
قال ماكرون إن تغير المناخ سيحرم فرنسا من 30% إلى 40% من المياه المتاحة بحلول عام 2050، وقد وضع حوالي 50 إجراءً لتوفير المياه، بما في ذلك الإعلان عن زيادة تدريجية في أسعار استخدام المياه حتى يستخدم المواطنون المياه بشكل مرشد.
كما سيتعين بموجب الخطة على القطاعات الرئيسية، من الطاقة النووية إلى الصناعة، التكيف مع إدارة المياه وتحسينها.
وسجلت فرنسا 32 يومًا بدون أمطار هذا الشتاء، وهو أطول جفاف شتوي منذ بدء حفظ الأرقام القياسية في عام 1959.
كانت مستويات الثلوج في جبال الألب الفرنسية وجبال البرانس وسلاسل الجبال الفرنسية الأخرى، أقل بكثير من المعتاد في هذا الوقت من العام، وفقًا لخدمة الأرصاد الجوية الوطنية.
وأعرب مراقبو الطقس عن قلقهم بشأن إمدادات المياه المستنفدة، لأن ذوبان الجليد أمر بالغ الأهمية لملء الأنهار وخزانات المياه.