محلي

إطلاق سراح فيصل رجب.. استهجان واسع لانتهازية الميليشيا وتسييس المبادرات القبلية

اليمن اليوم - أبو بهاء الصليحي

|
02:09 2023/04/30
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

ما ان استجابت الميليشيا الحوثية لمبادرة قبائل أبين وأطلقت فيصل رجب حتى سخَّرت أبواقها ومنابرها ومساجدها للحديث عن مكرمة حوثية انسانية؛ والعزف على وتر القبيلة اليمنية وأعرافها الأصيلة، لتجميل وجهها الدموي واستدرار تعاطف القبائل؛ متناسية كل ما ارتكبته ضدها من ممارسات بشعة دمرت كل الأعراف لكسر شوكة القبيلة اليمنية.


بإطلاق سراح اللواء فيصل رجب من المعتقلات الحوثية بمبادرة قبلية تدخل مفاوضات الأسرى منعطفا جديدا ومحكا حقيقيا لإثبات مصداقية الميليشيا في إنهاء ملف الأسرى بأكمله، بل واختباراً حاسما لمدى جديتها واستعدادها لمفاوضات سلام شامل ينهي المأساة التي تسببت فيها الميليشيا المدعومة من إيران؛ ويضمد الجروح اليمنية الغائرة ويستعيد الدولة الجامعة!.


هذا ما يفترض ان تتجه الانظار اليه وتتركز الجهود حوله وفق مراقبون، بدلا من مزايدات حوثية تتحدث ليل نهار عن ما تسميها مكرمات إنسانية تمن بها الميليشيا على قائد عسكري مُسِن؛ لبث في معتقلاتها بضع سنين، ورفضت كل محاولات اطلاقه سابقا، وعزلته كليا حتى عن التواصل بأسرته، دون ذنب اقترفه سوى انه التزم بوطنيته وشرفه العسكري حين دافع عن دولة دستورية اعتدى عليها متمردو صعدة.. وفي حين تمن على قبائل ابين لإطلاق مواطن وحيد، فيما يمنيون بالمئات في زنازنها لا بواكي لهم، وترفض اطلاقهم دون صفقات، كأي سلعة تتاجر بها!.


ربما فرح الجميع بإطلاق اللواء فيصل رجب، لكن ما آثار السخرية في الأمر ان الميليشيا الإرهابية باستجابتها لمبادرة قبلية تحاول عبثاً تلميع وجهها القبلي الزائف؛ وإظهار تقديرها للأعراف القبلية باعتبارها جزءا اصيلا من الهوية اليمنية، متجاهلة أنها هي التي عبثت بكل الأعراف والأسلاف، وبعثرت كرامة القبائل واهدرت ماء وجهها، وارتكبت ضدها ممارسات متوحشة في كل المناطق التي رفضت الخضوع لسلطتها، وتعمدت كسر شوكة القبيلة اليمنية، جرياً على عادة سلالتها، بدءا بإثارة الفتن بين القبائل وبعضها، وضرب مناطقها بالمُسيرات والمجنزرات والاعتداء عليها في عقر دارها، وقتلها للمشائخ وأبناء القبائل، وملء السجون والمعتقلات بهم، ومصادرة ممتلكاتهم الخاصة، وتفجير منازلهم بالنواسف لنفيهم من أرضهم، ونهب مساحات واسعة من اراضيهم، فضلا عن قتل نساء القبائل على مرأى ومسمع، كما حدث في البيضاء وآل عواض وإب ومارب والجوف.. ثم يأتيك من يزايد اليوم على انتخائها المفاجئ، واستجابتها لمبادرة قبلية، وكأن لسان حالها يقول "اذا لم تستح فاصنع ماشئت!

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية