جميلة ورائعة هي النشوة التي تغزو مليشيا الحوثي الإرهابية قيادات وقواعد.. والجميل والرائع أن هذه النشوة تحل محل الرجاحة والعقل، فتجعل العصابة تزيد إيغالاً في أوهامها وتعتمد بشكل أساس على الخرافة والأساطير مرجعية ومرتكزاً خاوياً لوجودها وتفاعلها مع الواقع، معتقدة أن ما تعيشه من واقع هو الحقيقة المطلقة، ومبعدة عن بالها أنه ما يزال وسيظل العالم يتفاعل مع هذا على أنه واقع طارئ، حتى وإن خدمته الظروف فطال ما طال..
في حال إيقاف القتال الراهن والمفروض والذي ابتعد عن التوصيف المنطقي، فلم يكن هدنة مزمنة ولا شاهد توافقاً أو حلاً سياسياً، وجدت عصابة الحوثي الانقلابية وقتاً يستبد به الفراغ، وبدلاً من أن يحاولوا فيه الإقناع بأنهم شيء أو تكوين أو تنظيم يمكن الركون إليه على الأقل من قبل مؤيديهم، بأن يقدموا أنفسهم بأعمال تعود على الناس بالمنفعة والخير، خصوصاً بموازاة ما يحصدونه ويجنونه من ثروات هائلة من شقاء ودماء وجوع اليمنيين، بدلاً من كل ذلك نجدهم يستخدمون تلك الأموال المهولة أرقامها، فيما يخدم الجماعة وحسب..
فمن المخيمات الصيفية التي يحاولون فيها شحن عقول الناشئة والأطفال وتحوير فكرهم تجاه ثقافة الجماعة العنصرية، إلى حشد المزيد من الضحايا إلى جبهاتهم القتالية، في قناعة منهم بأن الحرب عائدة، وإن لم تعد سيعيدونها هم، فلا حياة لمليشيا إرهابية دون فوضى وقتال وإراقة دماء..!! ثم بعد ذلك ًإلى تمويل برامج ودورات ثقافية وبرامج تلفزيونية، يحاولون من خلالها ًالاستمرار في خداع الشعب، وتقديم قياداتهم القادمة من ثقافة الكهوف والتمرد على الأنظمة، على أنهم رجال دولة من الطراز المنعدم..!! ويروون عنهم خرافات غريبة وأكاذيب مضحكة لا تقل بل تزيد عما قدمته جماعة طالبان في أفغانستان..
نعم إنهم يذكروننا جيداً بجماعة طالبان، إلا أنهم قادمون من حيدان والرزامات وأولئك كان مقدمهم من تورا بورا وفرارهم إليها.. وحين تلاحظ أو تتابع ما يقدمونه في وسائل إعلامهم المسروق معظمها ومعظم تجهيزاتها وتمويلاتها من ممتلكات الدولة والشعب، لا تجد غير أن تقهقه وتطمئن إلى أن الوقت المستقطع لهذه العصابة لن يطول كثيراً.. وأن توجهاً حقيقياً بسيطاً تجاه ترسيخ الدولة كفيل بالقذف بهم إلى مهملات التاريخ إن لم يكن إلى مجاريره وقاذوراته.