العديد من المتغيرات في مظاهر الحياة شهدتها العاصمة صنعاء خلال التسع سنوات الأخيرة .
منذ سيطرة ميلشيا الحوثي وهي تعيش عزلة دولية خانقة- ماعدا السفارة الايرانية- .. وعزلة محلية على مستوى ثلثي محافظات اليمن. يتراجع كل شيء فيها بدرجة مخيفة والى حد انها تحققق بشكل عكسي نبوءة عالم الإتصال ماكلوهان " بتحول العالم إلى قرية صغيرة" .
هنا تتحول المدن إلى قرى نائية. عندما تسير صباحا في الشوارع الرئيسية تظل تتساءل غير مصدق هل انت في ميدان التحرير وسط العاصمة أم في سوق جحانة للسلاح بمنطقة خولان.
حكرا على الأفراد المنتمين للجماعة- كوسيلة للتفاخر والترهيب وابراز القوة- صار حمل السلاح سائدا في المدينة التي انقطعت عنها أشكال للمدنية كانت معهودة كما غابت أجواء الاستقرار.
من وقت لاخر.. صنعاء تئن من احزانها واوجاعها الناتجة عن إطلاق مبندقي جماعة الحوثي الرصاص في الهواء للتعبير عن فرحة عرس أو إيذانا بدفن قتلاها.
يصعب على الميليشيا إنكار الأمر إذ تشير تقديرات احصاءاتها إلى أنه في كل ثلاثة أشهر يقتل ويجرح ثمانين شخصا بينهم نساء واطفال جراء مناسبات الجماعة .
في السابق كان يمنع إطلاق النار في الاعراس بينما استحدثت الجماعة تقليعات إطلاق نار كثيف عند تشييع جثامينها ما يؤدي إلى سقوط ضحايا ابرياء .
في الوقت الراهن تطغى ثقافة الزوامل وتعليق الكلاشينكوف على الكتف على حساب التعلم كسلاح أساسي للبناء والتقدم.
ما يزال الكثيرين يتذكرون نتيجة الخسائر البشرية التي لم تعرفها البلاد في تاريخها في 19 ديسمبر 2021 حيث قتل وجرح 129 شخصا احتفالا بفوز منتخب الناشئين ببطولة غرب اسبا لكرة القدم.. وهو ما يعكس حالة الفوضى التي تعيشها صنعاء والمناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثي .
بالتوازي باتت تجارة السلاح سمة رائجة حيث تم إفتتاح العديد من المحلات لهذا الغرض تسوق لبضاعتها عبر وسائل التواصل الإجتماعي .
يوميات
نتيجة لانقطاع اغلب الخدمات الأساسية عن الساكنين .. صنعاء اليوم مدينة منطفئة ليلا منكفئة على ذاتها صباحا.
تصحو على تصاعد الدخان من المنازل للطهو.. وترى النساء يذهبن لجلب المياه من
"السبيل " .
هكذا تريد الميليشيا للمواطن العيش يصارع متطلبات الحياة ليدعها تخوض صراعاتها الخاصة المدمرة التي اوصلت
البلاد والعباد إلى الدرك الأسفل من المعاناة .