"النوم في العسل" فيلم سينمائي بطولة عادل إمام وشيرين سيف النصر، حيث كان عادل إمام مسؤولاً كبيراً في أمن الدولة عندما داهمت الرجال حالة عجزوا فيها عن القيام بدورهم الذكوري في الفراش.
آنذاك لم يجرؤ أحد أن يعترف بعجزه ولكن زادت المشاجرات الزوجية واللجوء للسحرة والدجالين.
حاول ضابط الأمن أن يشرح للمسؤولين الكبار الحال السائدة قائلاً: إن هناك حالة لا يعرف كيف يصفها: خمول، ركود، كآبة، عجز يعاني منها الرجال ولا يريدون الإفصاح عنها لأن الإفصاح عنها فضيحة كبيرة تمس رجولتهم في مجتمع تقاس الرجولة بقدرات الرجل في الفراش.
المبتدأ..
كان اليمن ولا يزال في محن تاريخية متعاقبة سببها موقعه ونخبته ولأجلهما أو لأحدهما كان الموت كرنفال له مواسمه المتلاحقة.
تاريخيا هناك ملايين من الجرحى والشهداء الذين ذابوا ومروا مرور الكرام قبل أوان.
ولا يزال هذا النهر التاريخي الدامي يدفق مختنقاً، معذباً دون توقف للمراجعة والندم.
رغم أن تنهدات الجرحى تنهمر في أروقة المستشفيات من عذابات القيح والدم والإهمال.
الخبر..
استمرار الشرعية ومجلسها الرئاسي في النوم في العسل والاستمتاع ببدلات ونفقات السلطة والفساد هو السائد مع سبق إصرار وترصد رغم أن الآمال عليه عريضة خاصة في البدايات التي تكون غالبا كلها عمل وأمل.
الطبقة السياسية والأحزاب هي الأخرى في حالة موت سريري تعاني من حالة سياسية شبيهة بالنوم يمكن وصفها بـالركود والخمول والعجز والفشل أو فقدان الرجولة السياسية دون أن يجرؤ أحد على الاعتراف بذلك، لأن الاعتراف يعني المس بتاريخهم النضالي وشعاراتهم السياسية المدججة بكل شعارات الثورة والتحرير والجهاد، والوحدة.
وستستمر الحالة حتى يخرج الشعب إلى الشارع وتعترف هذه الطبقة السياسية بعجزها وفشلها.
الجملة..
هناك حالة غيبوبة جماعية وأزمة مركبة بين ما هو داخلي وخارجي، لا شيء سوى ضجيج المبعوثين الأممي والأمريكي وإعطاء الوعود والأماني بالحل الشامل وكل الحلول التي يمكن رؤيتها من خلالهما لا تتعدى عن اختراع الهدن التي تؤجل المشكلة وتضخمها ولا تحلها وهي عبقرية وجديد المبعوث الجديد.
على سبيل الختم...
اليمن اليوم يعيش مشهدا سرياليا عصيّا عن الفهم والتحليل والاستشراف حتّى من قبل عباقرة المنظرّين السياسيين وجهابذة العلوم والمناهج الفكرية السياسيّة.
إنّها حالة فريدة قلّما نجد لها مثيلًا في تجارب دول أخرى.
إنها لون من ألوان الكوميديا السوداء على وجه التقريب.