كثيراً ما هوجمت وانتقدت جامعة الدول العربية وبالذات في العقد الأخير، الذي شهد مواقف لم تكن مطمئنة ولا مقبولة من قبل الجامعة تجاه العديد من القضايا العربية، غير أن هناك في الطرف الآخر من يحاول الدفاع عن الجامعة وتبرير مواقفها بمخارج وسيناريوهات وحسابات غالباً ما تكون مرقعة وغير مقنعة..
مؤخراً وبدافع عروبي وقومي تفاءل وتفاعل كثير من أبناء الشعوب العربية مع خبر موافقة الجامعة العربية على عودة سوريا إلى عضويتها الفاعلة، ويعتبر اليمنيون من أكثر المتفاعلين مع هذا الخبر حماساً وتعاطفاً.. ولا أدري كيف يفوت على الجميع الخطأ الجسيم في اتخاذ هذا القرار، والذي يكشف ازدواجية الجامعة في مواقفها واتخاذ قراراتها..!!
ففي حين تعلن الجامعة موقفاً رافضاً دائماً من انقلاب جماعة الحوثيين الإرهابية في اليمن، وتعلن دعمها الشامل والمطلق للشرعية، تأتي اليوم لتتخذ قراراً بإعادة عضوية سوريا، دون اشتراطات أو ملاحظة أو حتى إشارة إلى موقف سوريا من القضية اليمنية وطرفي النزاع فيها والمتمثلين في الشرعية المعترف بها دوليا وفي ساحة وموقف الجامعة العربية كطرف وجماعة الحوثيين الإرهابية التي تعترف بها سوريا كطرف آخر..!!
مع العلم أن النظام السوري إلى جانب إيران وحزب الله في لبنان، معترفون بالمليشيا الانقلابية اعترافاً رسمياً، بل ولديهم في بلدانهم سفراء معتمدون للجماعة الإرهابية، ويعلنون مواقفهم هذا علناً رسمياً وإعلامياً..!! وهو بطبيعة الحال ما يجعل موقف سوريا يتناقض تماماً مع توجه وموقف الجامعة وبالتالي تتعارض عضوية سوريا مع قراراتها ومواثيقها..!!
والسؤال هو هل فات أمر كهذا على هيئة الجامعة، ما يثبت أنها تعمل في ظل عشوائية قانونية وتنظيمية تحسب عليها بشكل كبير..؟! أم هو أمر مقصود يعلن عن تراجع سلبي وممقوت في موقف الجامعة تجاه الأزمة اليمنية وأطراف الصراع فيها..؟!
والإجابات عن هذين التساؤلين ستظل رهناً بما قد تستدركه هيئة الجامعة في الوقت الراهن في موقفها، أو بما ستتخذه من قرارات مبكرة بإمكانها تلافي الخطأ الازدواجي بشكل ما، واتخاذ قرارات وبيانات تحدد من خلالها موقفها تجاه اليمن واليمنيين.