يعتقد الحوثيون وأتباعهم أنهم أصبحواب قوة لا تقهر، أو يحاولون إيهام الناس بذلك..!! والحقيقة أنهم لم يختبروا اختباراً حقيقياً في الميدان، وأن ما تسمى حرباً معهم ليست أكثر من مناوشات عن بعد، فطوال أكثر من ثمان سنوات لم تتقابل في هذه الحرب قوتان في الميدان، ولم تستخدم حتى بندقية..!!
حرب تعتمد على تبادل النيران البعيدة بالأسلحة القاذفة الثقيلة ومن وراء الحجب والمسافات..!!
وأثبتت تجارب كثيرة أن الحوثيين سرعان ما يتهاوون وينهارون إذا احتدم أمر معركة ما، ووجدت أمامهم قوة مواجهة تلتحم بهم، فسرعان ما يتطايرون إلى غبار، ويتحولون إلى أشباح لا غاية لها إلا الوقوع على طرق النجاة والفرار بأنفسهم سالمين.. ولعل فيما فعلته بهم قوات حراس الجمهورية في الحديدة، وقوات العمالقة في شبوة والبيضاء ووصولاً إلى حريب مارب، ما يثبت هذا القول وأكثر..
بضعة أيام في الحديدة جعلتهم يحزمون أمتعتهم ويتقهقرون فراراً إلى حجة وصنعاء بعد أن حولوا مساحات كبيرة من أرض الحديدة إلى وحل من الألغام القاتلة، التي عادت فقتلتهم فيما بعد، عندما تم التدخل الخارجي وفرض على الطرفين، لأسباب ما تزال مجهولة حتى اللحظة، إيقافاً لإطلاق النار، وإعادة تمنطق أعادتهم إلى أماكنهم التي تفجرت بهم ألغامهم فيها، لأنهم زرعوا تلك الألغام بعشوائية مطلقة وبدون خرائط أو حتى علامات..
أما في شبوة والبيضاء ومارب فلم يستغرق الوقت إلا ساعات لتدحرهم قوات الجيش عندما لم يقف أحد في طريقها، وتمزقهم وتشتتهم وتستعيد من تحت أقدامهم القذرة مناطق واسعة خصوصاً من أرض ومناطق شبوة، كانوا قد احتلوها ضمن ما احتلوه من أرض ليس لهم فيها موطئ قدم أو مقام مرتزق من مرتزقتهم، الذين يقاتلون في صفوفهم ويموتون من أجل قيادات ترفل في نعيم المال المنهوب من اليمنيين وفي قصور وأملاك عامة وخاصة لا يحق لهم المساس بها أو دخولها دون إذن من أهلها..
جماعة إرهابية ملغمة باللصوص والنهابين الذي يحاولون تحسين صورتهم ببطولات وأمجاد لا يمكن أن تكون في مثلهم.. وهذا ليس بغريب على لص يحاول تبرير لصوصيته، ولكن الغريب حقاً هو لماذ تركت وتترك هذه الجماعة الانقلابية الإرهابية، طوال ثمان سنوات، لتسرح وتمرح وتعيث فساداً وتبث رعبها وأفكارها الكهفاوية العنصرية في قلوب اليمنيين، وفوق ذلك تنهب أموالهم وممتلكاتهم، وتحيل أكثر من 90% منهم إلى فقراء وجوعى ومشردين..؟!
تساؤل سيظل يفرض نفسه لأمد بعيد، ولن يكون ملزماً بالرد عليه ومناقشته، غير الشرعية المعترف بها، فهي المسئول الأول في مواجهة المليشيا المنقلبة وتحولات الصراع معها، سواء أكان صراعاً سياسياً أو أو استراتيجياً أو قتالياً.. وستظل الشرعية مساءلة عن كل بلاء أحدثته هذه المليشيا المارقة، تحت نظر وسمع من قيادات هذه الشرعية التي ما يزال مؤملاً فيها ومعقوداً عليها العزم لدحر هذه العصابة واسترجاع الأرض والدولة من أياديها المدنسة.