بمناسبة الحديث عن الديمقراطية، من الصعب نسيان أنه كانت لنا بداية مدهشة، عشنا حوادثها وأيامها.
القصة بفصولها لا زالت طرية في أذهاننا.
نعم.. كنا نشعر فقط بما يعتريها من نقص ومن مثالب وعيوب.
أما إذا أعدنا اليوم تقييمها والحكم عليها من منظور تاريخي، فإننا سنرى أن نقصها في الحقيقة هو نقصنا نحن كأفراد وكمجموع،
ومثالبها مثالبنا، وعيوبها عيوبنا.
إننا نستعيدها اليوم، من داخل لحظتنا الكئيبة هذه، بالكثير من التفهم والعطف.
ندرك اليوم أن تجويد تجربة تاريخية كتلك، في بلد كاليمن، ما كان له أن يتم إلا بالتربية المطَّردة والمراس، ورياضة النفوس، وبالتحالف الصبور مع الزمن.
أتذكر دائماً ملاحظة دقيقة للبردوني في "اليمن الجمهوري"، حيث قال في سياق حديثه عن الديمقراطية:
"لا بد أن نعتبر أننا في مرحلة التأسيس وأننا نمارس تجربة خطيرة نحاول إيجادها لا تجويدها، لغياب الخلفية عندنا".