فرحة مايو ومنغصات الحوثي

"ومن يكن الغراب له دليلاً .. فناووس المجوس له مصيرُ"
بهذا البيت الشعري لأبي الشيص الخزاعي يمكننا وصف المنغصات التي تحرص جماعة الحوثي على تزمينها باحتفالات الشعب اليمني بأعياده ومناسباته الوطنية، وتحاول من خلالها صرف انتباه اليمنيين وطمس الأيام التي تذكرهم بإنجازاتهم السياسية من الذكرة الوطنية واستبدالها بفكرها السلالي وتخاريفها الطائفية.
ولأن ناووس المجوس أصبح يمثل المحتوى الذي تتزود منه جماعات الضلال الطائفي بفكر الخروج والانحراف عن الطريق والشذوذ عن فكر وثقافة الأمة لأكثر من ألف وأربعمائة عام، فلا عجب إن وجدتها في يوم الاحتفاء بمناسبة وطنية تبتدع مناسبة طائفية تكرس لها كل الامكانيات ومنحها صبغة دينية من خلال استخدام المساجد وفرضها على المجتمع ودعوته للتفاعل معها.
جماعة الحوثي وتزامنا مع احتفالات الشعب اليمني بالعيد الـ33 لإعادة تحقيق الوحدة وقيام الجمهورية اليمنية، وفي الوقت الذي يشعر المواطن اليمني بالغربة وهو يشاهد شوارع عاصمة اليمن الموحد تخلو من أي مظهر من مظاهر الابتهاج، حولت مساجد مدينة صنعاء وبقية المدن في مناطق سيطرتها إلى مسارح لإقامة الفعاليات والمناسبات الطائفية.
وعشية يوم الثاني والعشرين من مايو الذي شهد أعظم انجاز حققه اليمنيون في التاريخ الحديث، تحولت مناسبة الاحتفاء بيوم السلام اليمني إلى مناسبة للاحتفاء بصرخة الموت الحوثية التي حرصت المليشيا على أن يملأ دويها أجواء صنعاء من خلال مكبرات الصوت في المساجد، وإرسال رسالة تؤكد أن الجماعة لا تؤمن بغير مناسباتها وأيامها السلالية ولا تعترف بأيام اليمنيين ومناسباتهم الوطنية.
ممارسات جماعة الحوثي في تنغيص أفراح اليمنيين لم تتوقف عند حدود تسخير المساجد لإقامة مثل هذه الفعاليات الطائفية المنغصة، بل تحولت إلى مادة رئيسية في وسائل الإعلام الرسمية المقروءة والمسموعة والمرئية ووسائل الإعلام الحوثية، التي تظل المناسبات الوطنية في تناولاتها موضوعا ثانويا تستغله إما لطرح وجهة نظرها أو للنيل من رموز الثورة والوحدة اليمنية.
محاولات بائسة تحاول جماعة الموت الحوثية من خلالها التسويق لأفكارها وثقافتها الطائفية الدخيلة على الشعب اليمني، لكن ورغم كل المنغصات الحوثية يظل يوم الـ22 من مايو يوم اليمنيين الخالد وثابت الوطن الذي لا يمكن استبداله بالأيام  العابرة لجماعة الضلال الطائفي والشذوذ الفكري والسياسي..