لم يعد اليمنيون يجدون ما ومن يستغيثون به..!! لقد وجد الشعب اليمني نفسه وحيداً في مأزق، لم يكن له يد أو ذنب فيه، إلا أنه ركن إلى نخب سياسية لا تضعه في أي شيء من حساباتها، إلا كونه مادة للابتزاز والمزايدة بجوعه وعريه وتشرده، وانعدام الأمان في كل شيء يتعلق بحياته اليومية، بدءاً من معيشه ومسكنه ووصولاً إلى توافر دولة وحكومة تتحملان مسئولياتها تجاهه..!!
نخب سياسية متصارعة كل همها أن تحقق مكاسبها الخاصة وانتصاراتها البينية المتبادلة كلاً على الآخر.. بل وزد على ذلك أنها لا تتراجع عن فعل كل ما يمكن فعله ولو كان وراءه هدم المعبد/الوطن على من فيه..!! ولقد أثبتت الأحداث والمواقف وما تزال تثبت أن التنازلات التي قدمها ويقدمها اليمنيون، لم تقابل أو تواجه بأي رد أوفعل إيجابي لقاء صبرهم على كل المآسي والأوضاع الأسوأ من سيئة التي يعانونها منذ أكثر من ثمان سنوات..!!
وما يزال الوضع كما هو عليه، بل يزداد سوءاً من وقت لآخر، وبالتالي تضيق مساحات الصبر والاحتمال، بعد أن اتسعت وترهلت بلا حدود أو ضوابط.. وهو ما يؤكد على أن الشعب وحده هو الطرف الذي أوفى بالتزاماته كاملة، وزاد على ذلك بالكثير والكثير من التنازلات عن حقوق هو في أمس الحاجة إليها لتستمر حياته في أدنى مستوى لها، وهو مستوى لا يمكن أن يطاق لدى شعب آخر على مستوى الكيف والمدة..
وأخيراً.. يلح علينا كجزء من هذا التكوين المهزوز بالفوضى، أن نتساءل: ما الذي تنتظره أو تريده منا بعد هذه القوى السياسية التي يفترض أنها تمثلنا..؟! إننا نجوع كل يوم ونتشرد كل يوم، وفي كل يوم نموت ونشبع موتاً، على وعود بحياة، لا نكاد نضمنها أو نثق بها من طرف من الأطراف، التي لا تكاد تستحيي من كثرة الوعود الكاذبة، التي صارت تتحول إلى وعيد بوبال لا آخر له وبجحيم لا صفة له..!!