ليس الحوثي صاحب مشروع مذهبي طائفي تدميري خامنئي فحسب بل وانفصالي تمزيقي بامتياز .
عشرات الفعاليات اقيمت في اليومين الماضيين بمناسبة ما تسميه الجماعة "ذكرى الصرخة في وجه المستكبر".
في مقابل ذكر عابر لحلول العيد ال33 لقيام الجمهورية اليمنية !
مرت المناسبة الوطنية باكتفاء سلطة الأمر الواقع إعلان اليوم المحدد اجازة رسمية الى جانب قول " المشاط انه بالأصالة عن نفسه ونيابة عن زملائه يهنئ السيد والعلماء وما يسميها حكومة الانقاذ واخيرا الشعب العزيز بعيد 22 مايو " . ثم اسهب في الحديث عن هزيمة العالم كله على يد الحوثي وحدة..متجاهلا أن كل انتصار عسكري او سياسي لأي من أطراف الصراع يفرط بوحدة الأرض والإنسان يعد هزيمة كبرى.
حتى الزوامل التي تمكنت الجماعة من إحلالها محل الاغاني الوطنية لا يوجد فيها ما يشير إلى الوحدة وكأنها مسألة عداوة شخصية لمفردة باتت ممنوعة من الصرف والاحتفاء والتغني كما هو حال اوبريت " خيلت براقا لمع " الممنوع عرضه في الإعلام المحلي .
عند المقارنة.. كان وسيظل 22 مايو صناعة يمنية مئة بالمئة ومنجز اصيل تقتدي به الشعوب والأمم قاد السعى إليه إنسان عظيم وجسد من خلال تحقيقه تعظيمه لارادة الشعب الواحد .
بينما الصرخة صناعة ايرانية متطرفة كلما رددها الحوثي نال رضا المرجعيات الخارجية واثبت للداخل تبعيته المخزية وفشله في رفع ولو شعارا واحدا لا يتعارض مع رغبة الحياة والازدهار على الواقع وفي وجدان الجماهير.
سواء أكانت مع او بدون صرخات وشعارات الموت.. والموت فإن جميعها تعكس عجزه التام عن تقديم أي مشروع مستقبلي كبير قابل للنهوض والالتفاف حوله .
ثمة حالة واحدة يمكن للحوثي فيها الاعتزاز بالوحدة والتمسك بها كما يفعل الشعب-التي من أجلها رفع شعار " الوحدة او الموت "- وهي اذا تمكن من بسط نفوذه على كل اراضي الجمهورية اليمنية وما عدا ذلك فإنه يعلم ان إحكام سلطته وتسلطه على المناطق الواقعة تحت قبضته مرهون باستمرار تشتت وتفكك وتشرذم البلاد والعباد.
تنظر الجماعة الى منجز مايو كورقة رابحة قابلة للمساومة فيما بعد إذ يبدو ان المخطط واحد والسيناريو يسير في اتجاه واضح " مجلس سياسي في الشمال ومجلس انتقالي في الجنوب ".
من قال إن الميليشيا لا تفرق بين مناسبة الوحدة المباركة وجمعة مباركة؟
الواقع أنها تهتم بالوحدة وتطبق تعاليمها كنوع من العبادة..لكن بمفهوم أن تكون لوحدها في السلطة منفردة بالحكم والعيش والمناصب وهو ما تسميه السيادة واستقلالية القرار اليمني الحر .
تهميش الحوثي والانتقالي للعيد الوطني ال33 دفع المواطنين للتعبير بطريقتهم عن فرحتهم وارتباطهم الوثيق بمايو المناسبة.
حدث ذلك في الأعراس والمناسبات الشخصية في عدة أحياء بمناطق الجنوب
أما في مناطق الشمال فقد انقلب الأمر على " ذكرى الصرخة " الى رفض للحوثي نفسه حيث قوبلت فعالياته بمقاطعة شعبية واسعة.
وفي محافظة إب احرق مواطنون لافتات ولوحات خاصة "بمسيرة ذكرى الصرخة" صباح الأربعاء. وطمسوا شعارات الميليشيا من على الجدران.. مطالبين الحوثي برفع شعارات تبرهن انتماءه لليمن وليس لايران .