ينهبون إيرادات الدولة مضاعفة أضعافا عما كانت عليه في السابق، ويمنعون رواتب وإعاشات الناس، ويضاعفون أعداد الفقراء والمحتاجين والمتسولين، ويتحدثون عن حرمة الربا بنصوص قرآنية وأحاديث نبوية..!!
يملأون السجون بمن يختلفون مع باطل زعمهم وخرافات دعاواهم، وبمن ينتقد نهجهم وتصرفاتهم المليشاوية من قمع وجبايات، وتعطيل للعقد الاجتماعي والقوانين والتشريعات، ويطالبون الناس بالاقتداء بأخلاق النبوة.!!
يمتلكون ويثرون ويمارسون البذخ المفرط كثقافة اجتماعية يباهون بها ويعاندون، وينادون في منابرهم ووسائل إعلامهم وتواصلهم إلى التقشف والصبر والصمت، لئلا تتحقق غاية العدوان فيشمت في اليمن واليمنيين..!!
يقبعون في طيرماناتهم المرفهة ويتزوجون ثلاثا وخماسا وسباعا في ااعام الواحد، ويخزنون بملايين الريالات، ويركبون أحدث وأفخر السيارات، ويطالبون الشعب بالربط على بطنه وصولا إلى حدود الموت جوعا، في سبيل ما يسمونه العزة والكرامة..!
يفعلون ذلك وأكثر وأفظع وأقبح من ذلك من الفعال المخزية والظالمة تحت سقف سلطتهم الانقلابية القاهرة، وبطش ما بأيديهم من سلاح منهوب.. ثم لا يخجلون من الحديث عن الدين والله والنبي..
يغضبون ويحنقون حين تواجههم بفسادهم وطغيانهم، ولا يترددون عن توصيفك بالمرجف وتصنيفك بالمرتزق.. ولا يستبعد أن يختلقون لك قضية زورا وبهتانا، وإيداعك أحد سجونهم المظلمة، لأشهر وربما لسنوات، ليس ليسكتوك ويقفلوا فمك وحسب، وإنما ليبتزوك ويستتيبوك ويلحقوك بدوراتهم المظللة، لتكون (مواطنا صالحاً)، أي إنساناً خانعاً مطيعاً وشاكراً حامداً لهم..!!
هذا هو الدين من منظورهم، وهذه هي الوطنية في حساباتهم التي بات يعرفها ويشكو غلواءها وبطشها كل اليمنيين دون استثناء..!!
عصابة كان يجب في الأمس قبل اليوم الانقضاض عليها وتخليص الوطن والمواطنين من شرورها، لولا أن القوة التي تم الركون إليها في القيام بهذه المهمة، لم تكن وليست حتى اليوم في مستوى المهمة والثقة.. فالشرعية المعترف بها داخليا وخارجيا مشغولة عن تحرير الوطن من هذا السرطان الخبيث، بتصفية حساباتها البينية كقوى ثم كقيادات ثم كمصالح شخصية..!!
إنها شرعية مشغولة بكل شيء عدا استعادة الشرعية، وستظل كذلك إذا لم يتم استدراك الحال ووضع مصالحها على الرف، على الأقل حتى استعادة الوطن من أيدي سارقيه، بل سيصير الوضع دائما من سيء لأسوأ، كما هو كائن منذ بدأت عناصر هذه الشرعية تنشغل ببعضها عن قضيتها الجامعة والرئيسية التي تشكلت من أجلها، والتي تتمثل في مواجهة العصابة الانقلابية، التي لا يستبعد أبدا أن تكتسب شرعيتها من شتات وتنافر الشرعية التي تنعقد عليها آمال اليمن واليمنيين.