لنفترض أنك طيب أو خفيف عقل وخرجت لتخبر الناس أنك اكتشفت أن شقاء اليمن بالأمس واليوم سببه فقط عدم وجود شخصية مقدسة لا تخضع لاختيار الناس، تمتلك سلطة عليا دائمة فوق كل السلطات.
وأنك قررت تلافي هذه المشكلة، فنصّبت شخصية تسد النقص، وهو ما سينهي الخلافات والنزاعات على السلطة وتشرق شمس الحضارة والسعادة في البلاد الشقية.
سيقال لك ببساطة:
ارجع قليلاً إلى التاريخ ستجد يا عزيزي أن ما تقول إنه سبب ليس سبباً، بل نتيجة لسبب أعمق وأقدم وأوسع، سبب متعلق -في الجانب الأكبر منه- باليمن كموقع وجغرافيا وبيئة ومناخ وتربة.
وإلا لاهتدى أجدادنا من قديم الزمان إلى هذا الحل السهل، فيقتنعون في عموم اليمن بتقديس شخص واحد في كل مرة ويعتصبون حوله بخشوع وإخلاص كالنحل، ويصونون بذلك أنفسهم وبلدهم ويلات النزاعات والصراعات والثورات والانقسامات.
في اليمن ماضياً وحاضراً..
في اليمن الكبير أو في جزء منه.. لم يكن هذا حلاً على الإطلاق يا عزيزي.
فكِّر.. ماذا لو اكتشفت أنه هو المشكلة عينها؟
الجمهورية في اليمن سابقة لاسمها بدهور.
فلا شيء أصعب وأكثر حُمقاً من أن تكون فرعوناً أو إلهاً.