الديمقراطية والتعددية السياسية التي قامت على اساسها الجمهورية اليمنية يبدو انها باتت في مهب الريح.
رؤية جماعة الحوثي لنوع الحكم الذي تريد فرضه ينذر بمحاولة العودة الى نظام اسوأ حتى من الإمامي الكهنوتي الظالم وتحت مسمى جديد " شعب وقائد مقدس ".
توجه واضح الاستبداد والاستفراد بكل شيء يقصي الملايين من أبناء الشعب لصالح فئة قليلة لا تتجاوز ال ٢٪ من عدد السكان .
الحاصل حالبا انه من بين جماعة الحوثي فقط يكون الرئيس- بلا انتخابات- والوزير والوكيل والمدير العام ومدير الإدارة ومدير المكتب…. الخ بلا أي مؤهل!!
ليس على المواطن التفكير في المستقبل والعمل من أجله أو السعي إلى حقه في عيش حياة كريمة يسودها العدل والمساواة.
كل ما هو مطلوب من الشعب في مثل هكذا أوضاع انتظار أوامر الجماعة للخروج في مسيرات منددة مستنكرة واحيانا مرحبة والاستماع لكلمة السيد القائد من وراء الشاشات ثم العودة إلى المنازل.. وهكذا دواليك .
أحد قادة الميليشيا يوسف الفيشي يفهم في كل شي عن هذا الأمر.. " هنا في اليمن لا مناطقية ولا مذهبية ولا حزبية.. معنا فقط " شعب وقائد مقدس"
يبرر فقط معادلة " شعب وقائد مقدس" بما هو معمول به في العالم .
في بريطانيا يقول " لديهم بعد موت العجوز اليزابيث الملك الشيبه وليام - مقدس ومرجعية - ولا في حد اشتكى من حكم هذه الأسرة للشعب ألف سنة "!
بالتأكيد ما في حد يمني اشتكى من حكم أسرة لبريطانيا طوال ألف سنة أو بعد ألف سنة.
وبالتأكيد لا يعلم الفيشي أن المملكة المتحدة نظام ملكي ديمقراطي.. يوجد أحزاب ويوجد معارضة .
اليابان معهم امبراطور- نظام ملكي- أيضا .
الصين يحكمها حزب واحد.. لكن هل جميع أعضائه من محافظة واحدة !؟
خلاصة ما كان يريد الفيشي قوله إن علينا الغاء دستور الجمهورية اليمنية المستفتى عليه بكلمة نعم من قبل غالبية الشعب في 1991م وتحويل اليمن إلى دولة ملكية بلا دستور!!
حتى لو لف الفيشي الكرة الارضية دولة دولة فلن يجد أي وضع مشابه لما يجري ويراد له ان يكون في اليمن " مقدس ومسلم به " باستثناء حالة تشابه أسماء مع كوريا الشمالية.. هناك قائد كوري شمالي.. وهنا قائد حوثي شمالي!