في صنعاء كما هو الحال في عدة مناطق يمنية لا شيء يزدهر أكثر من تجارة الأكفان .
إعلانات مغرية وجاذبة لأنواع الأكفان المتوافرة يعلقها الباعة وهم يعرفون أنها ستؤتي ثمارها عاجلا أم اجلا.
منذ تمكن الحوثي بكل حرية من رفع شعار الموت..والموت يحصد أرواح اليمنيين قصفا، تعذيبا، جوعا، دهسا بالاقدام، مرضا ، كمدا وقهرا .
الى الآن وثقت الأمم المتحدة مقتل أكثر من 233 ألف يمني .
لا تشمل هذه التقديرات أنواع الظلم التي يعانيها سكان المناطق الواقعة تحت سيطرة المليشيا والتي تقود بصمت إلى موت بطيء لا يسترعي الانتباه والالتفات إليه.
عندما تستيقظ أسرة كاملة صباحا تشعر بالجوع ولا تدري ماذا تعمل؟ وعندما يعجز أب عن توفير الغذاء لأولاده أو ثمن الدواء لطفله المتعب.
عندما يرى الشاب أن العمر يتسرب من أمامه وهو ما يزال واقفا على رصيف البطالة ينتظر فرصة الحصول على عمل بينما زميله البليد نجل من يسمونه الآن المؤمن المجاهد ابو شظايا ودخان ورماد صار بين ليلة وضحاها وكيل وزارة !.
عندما يحرم أكثر من مليون موظف من رواتبهم الشهرية بسبب شماعة " الحرب على اليمن ".
وعندما يتم إقصاء وفصل مئات الآلاف منهم بلا أي سبب أو مسوغ قانوني منطقي سوى" انها الحرب عليهم" !
عندما يجتهد طالب جامعي في دراسته ليجد آخر يحصد أعلى الدرجات.. دخل الجامعة بمذكرة عليا تفيد أنه " مرابط جبهات" وعليه فإنه يستحق الخروج والتخرج بشهادة إمتياز .!
اما بالنسبة لمن يتعرضون للحبس التعسفي أو الاختفاء القسري ويذوقون أهوال التعذيب في زنازين الجماعة فلا أحد يمكنه إحصاء أعدادهم باستثناء القائمين على هذه الجرائم والانتهاكات الجسيمة.
اتفاقات الهدنة وما بعدها من حالات اللا اتفاق واللا سلم واللا حرب لم تؤد إلى تضييق خيارات الموت على البسطاء اوتراجع أعمال من يترصد احتضار اليمنيين ويحصي أنفاسهم.
حوادث السنوات الماضية والظروف الداخلية والخارجية تدفع الحوثي لمواصلة تفننه في أساليب اجبار الناس على تسليم أبنائهم قرابين لحربه القذرة التي لا شرف ولا شهادة ولا بطولة فيها.
وفي النهاية المحتومة تستخف قيادات وابواق الجماعة بعقول الاهالي المكلومين باعتبار ذلك واجب ديني عليهم.
كما يعلن سيدهم " ان كل أسرة قدمت شهيدا قد بنت لها صرحا في الجنة ".
الواقع ان البنايات الحديثة الفارهة المتطاولة التي يواصل قيادات المليشيا بناءها لأنفسهم أصبحت تنافس صروح الأبنية المزعومة للقتلى في الدار الآخرة .