آراء

الحكمة ضالة اليمنيين

نوح ادريس

|
12:35 2023/06/15
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

يمر كل يوم على العالم ليشكل إضافة في قائمة إنجاز وتطلعات سبعة مليار انسان على الكرة الأرضية لكن يستبعد منهم  35 مليون هم سكان اليمن.
في اليوم الواحد 24 ساعة تنتج الصين 57 ألف سيارة وتصنع اليابان 20 ألف لوح طاقة شمسية وتصدر المنطقة العربية قرابة من  25 مليون برميل نفط وتستخرج دول مثل اوزبكستان والكونغو  وكندا واستراليا وايطاليا عشرات الالاف  اوقية من الذهب وتنتهي إحدى الشركات في المانيا فرنسا وروسيا من صناعة طائرة.
وفي كل مساء تعرض صالات السينما في اوروبا وامريكا واستراليا وثلثي آسيا فيلما هنديا وآخر أمريكي جديد.
في المقابل يثبت اليمنيون براعتهم الازلية والمتوارثة  في صناعة الجوع لأنفسهم والدمار والخراب لوطنهم.
 وفي كل يوم يطور القائمون على سلطات الأمر الواقع شمالا وجنوبا شرقا وغربا عمق الخلافات فيما بينهم ويبتكر مسئولي الوزارات والمؤسسات أزمة جديدة تضيق الخناق على المواطن!
أول من نطق عبارة " أما بعد " تشير المراجع التاريخية إلى أنه من اليمن إن لم يكن أبو اليمنيين آدم عليه السلام .
في الوقت الراهن يمكن التأكيد - بلا منازع- على أن أكثر من ردد عبارات " ثم ماذا تبقى وما الذي سيحدث أزيد مما حدث وهل من حل.. وكيف السبيل إلى الخروج من هذه الدوامة العاتية؟  هم أهل اليمن .
سنوات تسع على اسوأ كارثة عرفتها البلاد وعاشت خلالها أنواع المعاناة و المواجهات ومحاولات المبعوثين وعديد السيناريوهات قيد التنفيذ والمبادرات قيد البحث والاف التناقضات العجيبة !
رغم ان كل ما هو آت آت لا محالة يبقى السؤال المحير هو لماذا و كيف اختفى العقلاء عن الساحة الوطنية وغاب أي دور لهم تماماً ؟
حاليا.. يبدو ان الحكمة باتت ضالة اليمني في بلد الايمان والحكمة!
تتناول وسائل الإعلام من حين لآخر أنباء وبيانات عن تسوية قريبة لأزمة  اليمن وتزف البشارات للجميع.. ومع مرور الوقت يبدو انها عملية مطولة.. ثم تظهر صنوف التلميحات والإشارات إلى  أن هناك في الداخل و الخارج القريب او الغرب البعيد لا يريدها تسوية ويعرقل وصولها وبالتالي فشلت او ستفشل!
ايا كانت المناسبة.. يتحدث معظم قادة أطراف الصراع عن وجود مؤامرة- ظاهرة وخفية - اكثر من قولهم " السلام عليكم وكيف الحال ".
وهكذا ثمة مؤامرة صغرى..  متوسطة.. عظمى وأعظم مما يتصوره إدراك شخص ما لدرجة أصبحت كونية!
على ماذا؟.. يفسر أحد قيادات ميليشيا الحوثي هذه المؤامرات إضافة لأسباب تعثر أي اتفاق وفشل أي حل وأي محاولة لحلحلة الملف اليمني بأنه" نتيجة للاطماع الدولية" .
مكان اليمن  على خريطة العالم يقول هذا القيادي"  في موقع إستراتيجي يطل على شارعين البحر الأحمر والبحر العربي" .!
يصعب الفهم .. هل لليمنيين أطماع دولية كي يتقاتلوا فيما بينهم؟! أم أن الدول تطمع في اليمن المطل على شارعين رغم أن هناك غيره في موقع أكثر أهمية وبعضها يطل على أربعة شوارع!
الحقيقة أن الرأي العام الدولي لا يهمه شأن اليمن بدليل مرور ثمان سنوات من الصراع والأطماع على شارعين .

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية