آراء

باعتراف أممي.. خلافات متجذرة.. والتعنت الحوثي يهدد بتقسيم البلد

أبو بهاء الصليحي

|
06:42 2023/06/16
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

اول مرة تعترف الأمم المتحدة على لسان مبعوثتها إلى اليمن بتعمق الخلافات وتجذُّرها بين طرفي الحرب وصعوبة إيجاد تسوية سياسية، في إشارة واضحة لتعذر أية حلول، ما يجعل اليمن أمام بدائل دولية كارثية طالما بقيت المليشيا الحوثية مصرة على إهدار فرص السلام!
تعقد الوضع في اليمن، وفشلت جهود السلام، وتعطلت لغة الكلام.. والسبب؛ باعتراف المنظمة الأممية مؤخرا عبر مبعوثها؛ أن الخلافات عميقة متجذرة.. وتلك شفرة دولية لا تقال إلا في الأزمات المستعصية كلياً، وتعني ان الحلول عزت على الحلّال، وعجز الكل عن انتشال اليمن.. مايعني بحسب تجارب أممية سابقة لحسم الأزمات المعقدة ان الوضع بات مهيئاً لوصفة كارثية تصل حد فرض التشظي وتفتيت اليمن
إخفاق أممي كهذا اعتبره مراقبون يؤكد ان العالم كله لم يعد يفهم العقلية الحوثية ولا اللغة المناسبة لمخاطبتها!.. بعد ان مد إليها الجميع يد التفاوض، ونفذوا مطالبها الإنسانية، وتوقفت الحرب والحصار من طرف واحد وفُتحت الممرات، وبقيت بضع مطالب تنتظر تنازلات حوثية مماثلة، غير أنها وفق مراقبين لاتقدم أي تنازل، وتصور نفسها كطرف منتصر يملي شروطه على الآخر، وينتظر منه رفع راية الاستسلام وتسليم البلد..، حتى وقد سكتت حروب سوريا وليبيا وتصالحت إيران وتركيا مع العرب وتشكلت توازنات دولية جديدة؛ ويتجه الوضع لإنهاء بؤر التوتر؛ ماتزال الميليشيا المدعومة إيرانياً ماضية في إدارة ظهرها للجميع؛ دون تقديرٍ لمآسي البلد!
لطالما ظلت الميليشيا تطالب بوقف ماتسميه العدوان والحصار، وحصر الحوار بين اليمنيين دون تدخلات خارجية؛ فيما اليوم ترفض التفاوض مع الشرعية المعترف بها دولياً باعتبارها الطرف الآخر في الصراع، فمع من تتحاور إذن؟ ومن جهة تعرقل السلام وتطيل أمد الحرب طمعا في المزيد من المكاسب، ومن جهة لا تقدم أية حلول لأزماتها المتضخمة في مناطق سطوتها، فلا  تنمية؛ ولا خدمات للمواطنين ولا مرتبات موظفين، ولا كفّت أذاها عن الناس!
 الإفصاح الأممي الأخير عن  فشل التوصل لحل ينهي معاناة اليمنيين وفق مراقبون يكشف فهم العالم وإن متأخراً أن معركة اليمنيين مع الحوثية لم تكن مجرد خلاف سياسي مع مكون وطني، بل كانت فهماً مبكرا لأجندة كهنوت قديم؛ مخالف كلياً لثقافة العصر؛ يريد إعادة عجلة التاريخ للوراء بالقوة
تتوهم الميليشيا ان اليمن لقمة سهلة الابتلاع، وانها بصواريخها ومُسيّراتها الإيرانية قادرة على إعادته لوصاية السلالة، و إقامة علاقات رسمية مع العالم.. وبحسب تجارب إمامية قديمة لا مانع لديها لتجزئة اليمن؛ وحتى التخلي عن مناطق حدودية مقابل البقاء في السلطة.. غير مُدركة انها تحت عزلة دولية مطبقة لن تخرج منها ولن يعترف بها أحد، وان كل الأطراف المحلية المناوئة لها تجمعهم رؤية واحدة تجاه رفضها كليا، وستبقى أصابعهم على الزناد؛ إلى ان تخضع لحل الدولة الجامعة، وبدون ذلك سيظل اليمن ممزقا، طالما استمرت في غيها وتعنتها

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية