الإعلام مرآة الشعوب ولسان حالهم، والحقيقة الدامغة التي لا تشوبها شائبة.
لكن وفي ظل كل هذا الضباب الأزماتي والأدخنة المصلحية التي تتلبد بها سماء الوطن العربي عامة، وسماء بلدنا خاصة، هل مازال يلعب دوره الحقيقي في إيصال المعلومة الخالية من الزيف، أم أنه حاد عن مساره لمصلحة قوى سياسية، أيا كان شكلها، سواء فردية أو أحزاب او جماعات أو طوائف؟.
بالله عليكم يا أصحاب القلم والكلمة، كيف ترتضون الهوان لأقلامكم هكذا وترتضون الذل لأنفسكم أمام من يدفع أكثر؟ أين أمانة الحرف ، وأين مسؤولية الكلمة؟ أين الوطن؟
أين ذهب دور الإعلام الحقيقي في البحث عن هموم وطن وهموم شعب مترامي الجوع والحرمان والظلم والمظالم، يرتجي حياة آمنة وعيشة كريمة ولقمة نظيفة خالية من الذل والهوان؟ لماذا أدْرَجَنا الإعلام مع الجهلة والحمقى والقساة الغلاظ في مرتبة واحدة؟
كان يد العدالة وأصبح اليد التي تبطش بكل رقي وإنسانية يفترض أن تكون ديدننا، وحلت محله كلمات كلها شرر ونيران وتصرفات ماجنة.
أين ذهب دور الإعلام في فرض الحق رغما عن إدعاءات الباطل؟
علينا أن نعيد للإعلام مكانته السامية لنصرة من لا عون له والارتقاء بواقعنا للأفضل، وليس جره إلى الدرك الأسفل من الفتنة. فهل نحن فاعلون كي ننجو؟