تعاني الشرعية في اليمن من ثلاثة أعطاب رئيسة تجعلها في موت إكلنيكي غير قادرة على إنجاز تحرير أو سلام، وهي على وجه الإيجاز:
- فساد بنيوي يضربها من الساس إلى الرأس.
- رخاوة في الأداء والهروب إلى السهل دون استعداد لعناء القيادة والإدارة.
- هروب من الداخل لعيش الرفاهية في الخارج وانشغال المسؤولين بأعمالهم الخاصة.
حكومة المناصفة برئاسة "معين" لا ماء ولا طحين.." الرئاسي" في سياحة وخلاف.. والبرلمان مفقود.
والشارع يرى أنه ضحية للشرعية الفاسدة كما أنه ضحية المليشيات.
ذلك أن الشعور بالانتماء الوطني يتطلب العدالة، والوطن بالمعنى الحقيقي هو الأب الأكبر للشعب.
وعندما تكون كل ثروة البلاد مسخرة لخدمة فئة معينة يسقط معنى الوطن ويكون اليأس والبؤس.
تلعب علاقات الفساد دورا محوريا في تشكيل التحالفات وانفراطها، وبناء جبهات الموالاة والمعارضة، حيث يسود تبادل المنفعة والمساومة عبر تسهيل الفساد أو غلق ملفاته أو استخدامها كورقة ضغط.
على سبيل الختم..
تتطلب مكافحة الفساد البنيوي نزع الشرعية السياسية والاجتماعية التي تستمدها مافيات الفساد وسرعة التغيير.
وهذا يستدعي قرارات سياسية جريئة للطبقة الحاكمة برمتها فهم غير صالحين بيولوجياً قبل سياسيا، ناهيك عن فسادهم غير المحدود.
ما لم يتم ذلك، سيبقى هذا الفراغ والفساد القاتل وستقضم المليشيات ما تبقى من الشرعية جغرافيا وقراراً وسيادة.