لا تفوت الميليشيا الحوثية أية فرصة سانحة لتسييس أية مبادرة انسانية أو أخوية مشجعة على السلام، وتجييرها لصالحها وادعاء انتصارات كاذبة لتخدير أتباعها، بل حتى فتح مطار صنعاء أمام رحلات الحجاج إلى السعودية لأول مرة منذ دخول الميليشيا لم تسلم من التسييس والتجيير الذي يكشف وجه لميليشيا.
ما أن فُتح مطار صنعاء أمام الحجاج اليمنيين وغادر وفد حوثي إلى مطار جدة لأداء مناسك الحج لأول مرة منذ بدء الحرب حتى شرعت الميليشيا الحوثية في تسييس حجهم؛ وسخّرت أبواقها الإعلامية واذاعاتها ومواقعها لتسويق عنترياتها وبطولاتها لمخدوعيها، معتبرة ذلك نصراً إلهيا مؤزراً؛ وتنفيذا لوعود كاهنها القابع في الكهف، زاعمة أن هذه الانفراجة جاءت بفضل صواريخها ومسيراتها الايرانية!.
تأتي هذه التسييسات الحوثية الرعناء فيما العالم كله يعلم ان فتح مطار صنعاء للحجاج بعد تسع سنوات من الحرب والدمار جاء بموجب مبادرة سعودية ودولية لتأكيد حسن النوايا تجاه الميليشيا المتعنتة، على أمل إبدائها نوايا مماثلة ترد التحية بأفضل منها لإعادة الاستقرار بين البلدين الجارين؛ وتهيئة اجواء السلام بين اليمنيين وإنهاء حرب كارثية كانت الحوثية هي المتسببة باندلاعها منذ انقلابها على الدولة والاجماع الوطني، فعن اي انتصار تتحدث؟؟.
وكان وفد حوثي غادر أمس مطار صنعاء إلى مطار جدة لأداء مناسك الحج لأول مرة على متن الخطوط الجوية اليمنية، يتقدمهم يحيى الرزامي رئيس ما يسمى باللجنة العسكرية الحوثية، وعدد من الشخصيات الميليشاوية والقبلية.. في رحلة هي الثانية التي تنطلق من مطار صنعاء الى المملكة مباشرة، وتقل 275 حاجاً، وسبقتها أول رحلة تقل ٢٧٣ حاجا، وتتبعها ثالثة ورابعة يومي الأربعاء والخميس تقل كل منهما ١٨٠ حاجاً.. وكان قد تم الاتفاق بين الرياض وسلطة الميليشيا غير المعترف بها على استقبال الحجاج من صنعاء من خلال إتاحة الرحلات الجوية أمامهم عبر مطار صنعاء الدولي.
ولقيت المبادرة مباركة دولية وإقليمية ومحلية، حيث رحب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بتسهيل الرياض للرحلات المباشرة من مطار صنعاء، ضمن الجهود الهادفة لإنهاء الحرب وإحلال السلام في البلاد الغارقة بالحرب منذ تسع سنوات