أشعر بحالة من التعاطف مع الإنسان المدعو حسن البنجابي في العقد الخامس من عمره.
مواطن عدني لاحول له ولاقوة ..
لاقبيلة ، لا انتماء مناطقي ولا قوة مسلحة ..
قدر الله عليه ذات يوم وارتكب جريمة ونال عليها عقابها المستحق..
لكن وأنت تستعرض آلاف الجرائم منذ عقد من الزمن تجد أنه الوحيد الذي نال منه القانون .
الشخص الوحيد الذي عرف القانون إليه طريقاً منذ 9 سنوات وأكثر في عدن وربما محيطها أيضا ..
وليست عدن وحدها ، حتى صنعاء ذاتها جٌر كثيرون إلى ساحة الإعدام ليس بينهم فاسد واحد ولا ظالم واحد ولا منتهك واحد لحقوق الشعب ..
الإنسان الوحيد الذي نال عقابه المستحق وفي مواجهة جريمته تحركت الدولة بقضها وقضيضها .
تحرك السجان والقاضي والمنفذ والصحافة والإعلام وحتى رجال الدين الذين ابتعلوا ألسنتهم منذ زمن ..
تذكرت هذا الرجل اليوم الظهر وانا أمر بالقرب من محطة كهرباء المنصورة وأرى دخان الوقود المغشوش يغطي سماء المدينة.
تذكرت هذا الرجل وطرأ في بالي قيمة الـ 55 مليون دولار التي تذهب لجيوب الفاسدين بحجة كهرباء عدن.
تذكرت هذا الإنسان ومواطن يخبرني عبر الهاتف أن الدولار وصل إلى سعر صرف 1400 ريال ،تذكرته ومواطن آخر يتصل ويقول :" مش قادرين يافتحي نشتري رز .
تذكرت هذا وامرأة مسنة تدخل مكتبي قبل أيام وبيدها:" شريط دواء للسكر لا تزيد قيمته عن 3 دولارات عجزت عن شرائه.
تذكرته وأحدهم يبلغني أن أسر جميع المسئولين وأبنائهم قضوا إجازة عيد الأضحى في أفخر المنتجعات السياحية في مصر وغيرها وبمال الشعب.
الله ما أبشع القانون الذي لايعرف طريقا إلا لكل ضعيف ، لكل من ليس له قبيلة ولا قوة مسلحة ..
الله ما أحوجنا إلى قانون يصل إلى ناهبي المال العام ،ناهبي الأراضي ، ناهبي الجبايات ، قـتلة الناس ،المتاجرين بحقوق الناس والمتسببين بآلامهم .
وتباً للقانون الذي لايعرف طريقا إلا صوب الضعفاء .