"معنا عدوان" تلك الجملة الملعونة التي تشدق بها الفساد خلال فترة الحرب.
"معنا عدوان" كانت أهم عذر لتأجيل مكافحة الفساد رغم أن البديهي لدى كل أمم الأرض في زمن الحرب تكون مكافحة الفساد أدعى وأكثر ضرورة، وتتم على نحو أكثر وجوبا وصرامة.
ولكن بعض الطيبين صدقوا تلك الأسطوانة، وقالوا مع من قالوا "معنا عدوان".
واليوم نحن نقول: "حبل الكذب قصير".
*
وظل السؤال قائم إلى اليوم ونريد أن نسمع جوابا:
لماذا لا تكافحوا الفساد اليوم؟!
نريد حتى عذر لا حمار..!!
نريد حتى عذر أقبح من ذنب..!!
ولكن لم نعد نسمع جوابا ولا عذر ..!!
الفساد ياسادة إرادة سياسية تعززه أو تضعفه أو تطيح به.
أما هذه الإرادة السياسية التي نشاهدها اليوم هنا وهناك هي إرادة فساد تغول لا ضده.
*
أن الفساد هو من حكمنا وقد تعلل بالحرب والعدوان ليصرفنا عنه.
وما زال يحكمنا إلى اليوم وقد تغول إلى الحد الذي بات مهولا ومتغولا ولا يسمع من يطالب بمكافحته.
وغدا سيتم قمع من يعترض طريقه أو يطالب بمكافحته إن لم يكن هذا بعض ما نعيشه اليوم.
*
تلك هي مسيرة فساد سلطة صنعاء.
علما أن غيرها من سلطات الأمر الواقع لا تقل فسادا عن سلطة صنعاء.
الفساد لا يحاسب نفسه، ولكنه يتغول ويقمع ويبطش بمكافحيه والمعارضين له، ويستمر حتى تأتي ثورة تقتلعه من جذوره هنا وهناك.
*
وإذا كان الفساد قد وجد دعما من رعاته خلال الحرب وما تلاها من هدن معلنة وغير معلنه، إلا أن الأكيد أيضا أنه لن يستمر إلى الأبد..
و "دوام الحال من المحال".