انخفضت واردات الولايات المتحدة من السلع الاستهلاكية بنسبة قياسية بلغت 17% في الربع الثاني من عام 2023، مع تلاشي طفرة كوفيد في مجال إلكترونيات العمل من المنزل، وأظهر جميع المصدرين الرئيسيين للإلكترونيات، بما في ذلك تايوان وكوريا الجنوبية والصين، انخفاضات مماثلة في الصادرات.
وذكرت صحيفة آسيا تايمز أن انهيار المستهلك الأمريكي يؤدي الى انكماش التجارة العالمية، ولم يكن انخفاض صادرات الصين في الربع الثاني له علاقة بإعادة الدعم، على عكس بعض التعليقات الاقتصادية.
زيادة طفيفة في الإنتاج عبر القطاع الخاص
كما أشار مؤشر S&P Global Flash الأمريكي المركب لمديري المشتريات (S&P Global Flash) إلى زيادة طفيفة فقط في الإنتاج عبر القطاع الخاص في منتصف الربع الثالث، وعند 50.4 في أغسطس، بانخفاض من 52.0 في يوليو، أشارت القراءة الأخيرة إلى أضعف ارتفاع في النشاط منذ فبراير.
ووفقاً لما أورده التقرير كانت التحديات المستمرة التي تحفز الطلب في قطاع التصنيع مصحوبة بتباطؤ النمو في إنتاج قطاع الخدمات.
وتركز السقوط الحر في واردات الولايات المتحدة في مجال الإلكترونيات المنزلية، التي شهدت ارتفاعا في الطلب خلال جائحة كوفيد وانخفاضا لاحقا.
وفي الوقت نفسه ارتفعت واردات السيارات الأمريكية خلال الربع الثاني إلى 105.8 مليار دولار من 102.5 مليار دولار في الربع الأول، ولم يكن للانخفاض في صادرات الصين في الربع الثاني أي علاقة بإعادة الدعم، على عكس ادعاءات بعض المعلقين الاقتصاديين بما في ذلك نورثرن ترست، التي كتبت في مذكرة في أغسطس 2023 للعملاء.
وعلى الرغم من ضعف الرنمينبي، فقد انخفضت صادرات الصين إلى أمريكا بنسبة 25% في النصف الأول من عام 2023، مقارنة بانخفاض قدره 7% فقط في واردات السلع الأمريكية من بقية العالم. وتقلص الفائض التجاري الحساس سياسيا لبكين مع واشنطن بنسبة 27% ليصل إلى 30 مليار دولار.
للمرة الأولى منذ 15 عامًا، لم تعد الصين أكبر مزود للسلع إلى الولايات المتحدة، ومع انخفاض تدفق البضائع من بكين إلى أمريكا، تتزايد الواردات من كل حليف للولايات المتحدة تقريبًا.
وحافظت صادرات المكسيك من السيارات إلى الولايات المتحدة على استقرار إجمالي الشحنات خلال الربع الثاني، لكن حلفاء الولايات المتحدة الآخرين، مثل كوريا الجنوبية وتايوان، سجلوا انخفاضات حادة.
صادرات الصين
وفي دراسة نشرتها في أبريل 2023، أظهرت آسيا تايمز أن صادرات الصين من السلع الوسيطة إلى أماكن "دعم الأصدقاء" مثل المكسيك وفيتنام والهند ارتفعت بالتوازي مع واردات "دعم الأصدقاء" الأمريكية.
توصلت دراسة جديدة قدمت إلى المؤتمر السنوي للاحتياطي الفيدرالي في كانساس سيتي في جاكسون هول في 26 أغسطس إلى نفس النتيجة التي توصلت إليها، حيث ووثق البروفيسوران لورا ألفارو من كلية هارفارد للأعمال ودافين تشور من دارتموث "انخفاضا في حصة الواردات الأمريكية من الصين وزيادة مقابلة في حصة الواردات الأمريكية من فيتنام والمكسيك بين عامي 2017 و2022"، وفقا لبلومبرج نيوز.
وخلص ألفارو وتشور إلى أن «روابط سلسلة التوريد غير المباشرة بين الولايات المتحدة والصين تظل سليمة؛ وعلى بعض الأبعاد ــ من خلال علاقات الصين الاقتصادية مع فيتنام والمكسيك ــ أصبحت هذه الروابط غير المباشرة تتكثف.
وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة ربما تعيد تخصيص مصادرها ووارداتها نحو فيتنام والمكسيك، فإنها قد تظل في الواقع مرتبطة بالصين وتعتمد عليها من خلال دول ثالثة، بما في ذلك من خلال فيتنام والمكسيك.