ضاق سقف العزلة على إيران فاقتربت من السعودية تحت مظلة التقية في هروب محسوب إلى الأمام.
الملف اليمني هو المحك والاختبار وفصل المقال في جدية الاتفاق السعودي- الإيراني الذي تسعى أميركا جاهدة إلى إفشاله لضرب الحضور الصيني، لا تريد لنفوذ التنين أيّ نتيجة تمكنها على أرض الواقع في الشرق.
كما أنها تعمل جاهدة لاحتواء إيران، حيث أفرجت عن عشرة مليارات دولار لإيران كانت محتجزة في كوريا والعراق مقابل الإفراج عن خمسة مواطنين أميركيين محتجزين لدى إيران.
تحاول أمريكا بنفس الوتيرة تصحيح علاقتها مع حليفتها الاستراتيجية المملكة العربية السعودية.
الخلاف على حقل الدرة بين السعودية والكويت من جهة وإيران من جهة أخرى، قد ينسف الاتفاق السعودي - الإيراني كلية، وفي أفضل الأحوال يصبه بالتعثر.
لا يزال الوقت مبكرا أن تسلك إيران تصرفات دولة تحترم العهود والاتفاقات.
تكتيك، إيران او شراكها المنصوبة تهدف إلى تحقيق مصالحها على البارد من خلال بثّ المناخات السلمية والتوافقية والأخوية العائمة في المنطقة عبر مظلّة الاتفاق الصيني، فيما تتابع في العمق رسم وتمرير مخطّطاتها بنفس المفهوم والنسق والسياق.
وغالبا يبدو الاتفاق بالنسبة لإيران تكتيكيا تبرّد به وتسكّن المنطقة، وتتابع مشروعها بهدوء تام.
بالنسبة للسعودية واليمن والعرب فهذا الوقت ليس وقت قبول تعاطي المسكِّنات والهروب للأمام بالمراوغة.
وليكن قول عنترة حاضراً:
"إِنَّ الأَفاعي وَإِن لانَت مَلامِسُها عِندَ التَقَلُّبِ في أَنيابِها العَطَبُ".
أو كما هو في المثل اليمني: "اقرأ ياسين وفي يدك حجر".