آراء

لا دواء لأذى التمرد غير الكي..!!

جميل العمراني

|
11:48 2023/09/02
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

لا أحد لديه الاستعداد للاعتراف الفعلي بسلطة المليشيا الحوثية حتى قياداتها، ففي حين تبذل هذه القيادات، ومن ورائها الأعضاء المنتمون إليها وأجهزتها الإعلامية والتنظيمية والمليشاوية كل جهد ممكن في محاولة الإقناع  بشرعية وضرورة انقلابها وأحقيتها في التحكم بمصير اليمن ورقاب اليمنيين، تقع غالباً في تفاصيل قد تكون أحياناً صغيرة، تؤدي إلى هدم كلما تم مما يعتبرونه إنجازاً وانتصاراً للجماعة المتمردة..!!

وفي حين يعتبرون تحطيم آلة موسيقية لفنان، وتمزيق بالطو نسائي وفصلا نوعياً بين الطلبة والطالبات بدعاوى أخلاقية افتراضية أمراً مشرفاً لسلوك هذه الجماعة ومدعاة الافتخار والانتشاء، يبدون وكأنهم لا يدركون أنهم يمارسون فعلاً يصل مستوى الجرم والجريمة التي قد تكون بل ستكون بالتأكيد أحد أهم الأسباب والعوامل التي ستؤدي إلى تعجيل استئصالهم وتحويلهم إلى رماد لم يكونوا يتمنون أو يحسبون أنهم سيصيرون إليه..!!

إن محاصرة الناس في التعبير عن آرائهم وتقييد حرياتهم ولجم أفواههم، ومروراً بالتحكم العشوائي والخاضع للمزاج الخالص في سلوكهم وتصرفاتهم ووجهات نظرهم واختياراتهم ووصولاً إلى تحجيم سبلهم ووسائلهم في تدبر قوتهم اليومي وأنشطتهم الوظيفية والاقتصادية.. إن كل هذا وأكثر مما أدت إليه مارسته قراراتهم وأعمالهم البشعة والقذرة بحق اليمنيين، كل ذلك جرائم كبرى لم يمر الزمن دون محاسبتهم عليها.. أفلا يدركون ذلك..؟!

يقال أنهم يدركون ذلك جيداً، ولكنهم يعتقدون أن الطفرة التي وفرتها لهم الأزمة اليمنية ثم الانقلاب والحرب مع الشرعية، طفرة تاريخية لن تتكرر وأن عليهم استغلالها حق الاستغلال لتنفيذ ثاراتم المدعاة وغير المحقة مع اليمنيين بل ومع التاريخ والبشرية جمعاء، فهم يتصورون أو بالأصح يحاولون أن يصوروا للواقع ولأنفسهم أيضا أن العالم مجتمعاً وكل البشرية على خطأ ما داموا في الجهة المضادة لهم، وأن الكون برمته يسير في الاتجاه الخاطئ ما دام لا ينصر ولا يدعم التميز الذي خصهم به الله..

ويحاولون، وإن بالانتحار والانتقام والسير ضد تيارات الطبيعة وبخلاف سنن الحياة، أنهم فصيلة مختارة وشعب مختار شأنهم شأن اليهود في دعاواهم الباطلة التي يرفضها الواقع والعقل والمنطق.. يصورون للعالم ولأنفسهم تصورات مقدسة مؤيدة، وينسجون حكايات وخيالات ومعجزات مدعاة ليثبتوا نموذجيتهم وقداستهم، ويتناسون أنهم يسفكون الدماء ويقتلون النفس التي خرم الله ويبنون أمجادهم وثرواتهم بجماجم وأرزاق الناس الفقراء..!!

لم يعد هناك من يعرف كيف تفكر هذه الجماعة الإرهابية، وكيف تحاول إقناع نفسها والآخرين بصوابية ما تفعله.. ونظراً لذلك التفكير المليشاوي العنصري والمتشدد لم يعد هناك من يرى صوابية وإمكانية فكرة التحاور والتفاوض مع بشر كهولاء، ولا من ينكر أو يستنكر ضرورة التعامل معهم بذات المنطق الذي يتخذونه، فلم يعد من خيار لمواجهتهم غير خيار القوة والاسئصال، وكما يقال فإن آخر الدواء الكي.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية