تحاول جماعة الحوثي الإرهابية والانقلابية أن تتكئ على نسب مشكوك فيه الهاشمية القرشية، واعتباره مبرراً أو ميزة تخولها الحاكمية والقبض على سدة الحكم الذي اختطفته وانتزعته من اليمنيين بقوة السلاح.. ولا تفتأ تزايد وتبالغ في المزايدة بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم وبدعاوى الانتساب إليه والافتخار بشخصه ومكانته الدينية والتاريخية، وهي أبعد ما تكون من القيم الرفيعة والسامية التي ظهر بها دين الإسلام وكرسها النبي محمد في دعوته منذ انطلاقها.
قتلة، مارقون، كاذبون، لصوص، أدعياء.. كيف لبشر هذه الصفات جزء من تكوينهم وخطوط عريضة في مشروعهم أن ينتموا إلى نبي جاء رحمة للعالمين بمشروع كله تهذيب وعدل ودعوة إلى الصلاح والخير والمساواة..!؟ وهذه صفات وأعمال لا يمكن لعاقل أن يحتمل مجرد احتمال أن يكون لهذه الجماعة علاقة أو صلة بمثل هذه القيم النبيلة التي تمثلها الدين الإسلامي الحنيف وجعلها النبي الكريم مسارات ومصابيح لرسالته الربانية المقدسة..؟!
نعم إنهم أبعد ما يكونون عن هذا الدرب وعن هذا النبي الأكرم، الذي تدل مزيداتهم به خير دلالة على انهم لا يمكن أن يكونوا في شيء منه، لا خلقاً ولا أخلاقاً، ولا مكانة ولا سلوكاً.. إنهم إنما يحاولون تغطية نتانة إرهابهم وخروجهم عن كل نهج قويم، بذلك الادعاء المشكوك فيه، والذي لا يمنحهم ميزة حتى وإن صح أو تأكد، فالنبوة اختيار إلهي لشخص محمد عليه الصلاة والسلام، ولم تكن مشروعاً توريثياً أو تركة تؤول لغيره أو لنسله أو نسبه، وما أكثر النصوص الدينية التي جاء بها محمد نفسه، والتي تؤكد على أنه لكل نفس ما كسبت وعليها ما اكتسبت وأن البشر سواسية أبيضها وأسودها وألا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى..!!
إن استغلال هذه الجماعة النبي المكرم كرمز من أهم رموز الثقافة الإسلامية والعروبية، في التأسيس لمشروعهم الانقلابي والعصبوي القائم على القوة والعنصرية والجباية، ثم والأهم من كل ذلك مشروع فارس العدائي والهادف لتمزيق عرى العرب والمسلمين، يجعلهم كمتمردين، وبما يظهر منهم من سلوك تمردي وعنصري، خصوماً ليس لليمن واليمنيين فحسب، وإنما هم خصوم للدين والثقافة والهوية، إنهم خصوم لكل العرب والمسلمين، وأن مهمة مواجهتهم والتخلص منهم واجبة على كل عربي مسلم يهمه تماسك الأمة وتعنيه مبادئ القومية المتماسكة التي كانت وما تزال وستظل حلماً مثالياً في أمنيات وتخيلات العرب والمسلمين.