تتعملق ثورة ال26 من سبتمبر وعظمتها في قلوب اليمنيين يوما بعد آخر، بعدما جربوا ويلات الماضي على يد عصابة حوثية سلالية.. فيما اعداء تلك الثورة الخالدة يتقزمون امامها كل يوم، ويمارسون الطمس والإلغاء؛ انتقاما من ثورة انسانية باركتها السماء، وانقذت شعبها من الفناء، ونجحت عام1962 في ازاحة ابشع فاشية متوارثة على وجه الارض!
تواصل الفاشية الحوثية صب حقدها على الثورة السبتمبرية الخالدة، والعمل على طمسها من الوجود، إلى درجة اسقاطها من المناسبات الوطنية دون مراعاة لرمزيتها في حياة الشعب كله، كمحاولة يائسة لمحوها من الذهنية الشعبية والوجدان الجمعي، وتنشئة جيل جديد لا يعرف تضحيات آبائه والدماء التي سالت من اجل حريتهم وكرامة شعبهم وتخليصهم من ابشع نظام سلالي على وجه الأرض.
آخر المحاولات الحوثية العدائية إصدار تقويم مدرسي للمناسبات السنوية للعام الدراسي الحالي1445هـ تعمدت فيه إلغاء ثورة26 سبتمبر، واستبدالها بنكبة21سبتمبر- ذكرى الانقلاب الحوثي المدمر2014، ليس حرصا منها على أعياد الوطن، بل لإدراج مناسبات حوثية لا علاقة لها بالرمزية الوطنية الجامعة، كعيد مقتل مؤسسها حسين الحوثي ووالده بدرالدين والصماد، وماتسميه بعيد الشهيد وعيد الصرخة الخمينية.
مايثير الضحك ان التقويم الحوثي يحدد الاحتفاء بالمناسبات الوطنية اكتوبر ونوفمبر ومايو بالتاريخ الهجري، كنوع من المزايدة الفجة على الهجرة النبوية، رغم عدم التوافق بين الايام الميلادية والهجرية من عام لآخر.
وتجنبا لإثارة سخط اليمنيين ضد مناسباتها وروائحها الطائفية المنتنة ادرجت بجانبها ذكرى الوحدة 22مايو، وثورة 14اكتوبر في جنوب الوطن وعيد الجلاء30 نوفمبر، كنوع من المغازلة والمزايدة المفضوحة لاستمالة الجنوبيين، متجاهلة واحدية الثورتين السبتمبرية والاكتوبرية؛ والتلازمية القَدَرية بينهما وصدورهما من مشكاة واحدة، ومتناسية ان احرار الجنوب افتدوا 26سبتمبر بأرواحهم وتمازجت دماء الثورتين في جبال المحابشة وتعز وصنعاء لسبع سنوات مريرة حتى انقشعت الغمة الامامية وترسخت الجمهورية، فقد آمن احرار الجنوب بأن الخلاص من الامامة أولوية مصيرية ستمهد لتفجير ثورتهم ضد المستعمر الغاصب، فضلا عن تمازج الثورتين بدماء عروبية نظرت لإسقاط الامامة كضرورة حتمية لإنقاذ شعب مطحون وانجاز الوحدة اليمنية والعربية.
ليست هذه المرةالأولى التي تكشف حقد الحوثية على ثورة خالدة، فقد طمستها من المناهج المدرسية والجامعية، ومن اسماء المدارس والمنشآت الحكومية والمتاحف الوطنية والعسكرية، لتستبدلها برموزها المذهبية وانقلابها الاسود الذي تعمدت تسميته بثورة 21سبتمبر ليكون بديلا ذهنيا مزورا للثورة السبتمبرية. وصولا الى عدم اعترافها بها كثورة كبرى بل مجرد انقلاب سُني ضد إمامة شيعية، وليس انتهاء بطمس مبدأ ازالة الفوارق الطبقية من اهدافها الستة رفضاً للمساواة بين البشر واستعادة تقسيم المجتمع بين سادة ورعاع!.
طيلة سنوات انقلابها ظلت الحوثية تصور نفسها كحركة شعبوية بريئة لا علاقة لها بالإمامة ولا تعادي الجمهورية السبتمبرية لخداع انصارها والمتعاطفين معها، ليتكشف القناع اليوم عن مشروع دجل واكاذيب وابشع انتهازية سياسية تسترت بشعارات تهريجية- شعبوية ووطنية وقومية- للتغطية على وجهٍ سلالي قبيح يبحث عن تصفية حسابات قديمة لاسترجاع مُلك بائد؛ أفلت من قبضتها ذات ثورة خالدة!