آراء

احتجاجات التواصل الاجتماعي تدق ناقوس الخطر.. الميليشيا تشكل قوة لمكافحة الشغب

جميل العمراني

|
10:24 2023/09/12
A-
A+
facebook
facebook
facebook
A+
A-
facebook
facebook
facebook

بدات الحملات الاحتجاجية التي يتم التعبير عنها بسخط في مواقع التواصل الاجتماعي وفي الأوساط الشعبية، خصوصاً في المناطق التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي الإرهابية، تثير حفيظة المليشيا ليس غضباً وحسب وإنما قبل ذلك وأهم منه خوفاً من أي تحركات شعبية أو جماهيرية قد تتشكل بالذات في العاصمة صنعاء، إدراكاً من قيادات المليشيا أن بدء أي تحرك ميداني أو جماهيري ضدها لن يكون قابلاً للتراجع ولن يستطيع تداركه بأي شكل من الأشكال.

أسابيع وربما شهور مضت والعصابة الانقلابية تنام ولا تنام على بسط من قلق ورعب من أن يجد اليمنيون طريقهم إلى شوارع العاصمة وساحاتها، فيكون الإيذان باقتلاعها، وتدرك أن اقتلاعها لن يكون يسيراً على قادتها أولاً ثم على المنتسبين إليها، وذلك لأن الجماعة تعلم ان للشعب عندها ثأر بل ثأرات أججتها بخداعها واستغلالها للمواطنين وتعاليها عليهم وبطشها بهم.

إدراك وتخوف العصابة الانقلابية من عاقبة كهذه، دفعها مؤخراً وخلال الأيام المنقضية القليلة لاتخاذ قرار بتشكيل قوة أمنية خاصة بمكافحة الشغب وتفريق التجمعات والتظاهرات، وقد بدأت قياداتهم على وجه السرعة في تجميع المئات بل الآلاف من الشباب التابعين للجماعة، وعقد دورات تدريبية وتلقينية مكثفة لأولئك الشباب الذين يتوقع أن يتم توزيعهم بعد نهاية هذه الدورات في سيارات تابعة للشرطة والجيش على أهم الشوارع والميادين المحتمل أن تكون صالحة للتجمهر والاحتشاد..!!

ويذكر أنه تم اختيار أفراد هذه القوة من الشباب المتشدد والأكثر انتماء وولاء للجماعة، ومن المتوقع أن تكون هذه القوة مدنية تابعة للجماعة وليست مندرجة في قوام التشكيلات والمعسكرات الحكومية، وترددت أنباء عن بدء الحوثيين في تنفيذ هذا الإجراء منذ بضعة أيام وفتح معسكرين غير حكوميين لذلك في العاصمة صنعاء ومحافظة عمران أقرب المحافظات للعاصمة.

علماً أن طول المعاناة التي يعيشها المواطنون تحت سلطة هذه العصابة المارقة قد دفعت إلى تحركات إعلان عن الرفض الشعبي لتصرفات وسلوك الجماعة الانقلابية، وفي مقدمة ذلك الحملات الكبيرة التي شهدتها وتشهدها مواقع التواصل حول حرمان الموظفين من رواتبهم من قبل العصابة التي تجني في المقابل جبايات كبيرة جداً وتتمنع عن صرف الرواتب، وعن تقديم أية خدمة للمواطنين، حتى على مستوى الصحة والتعليم،  وهو ما قاد ودفع الكثير من الناشطين لطرح الكثير من التساؤلات حول مصير تلك الجبايات الضخمة التي تنهبها الجماعة من المواطنين، وتوزعها على قادتها وأفرادها وتصرف ما تبقى منها بإسراف مبالغ فيه على تنظيم مناسباتها العنصرية الخاصة.

جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية
جميع الحقوق محفوظة © قناة اليمن اليوم الفضائية