الحوثيون ينزعون أعلام الجمهورية من سيارات المواطنين المحتفلين بذكرى 26 سبتمبر في صنعاء.
تقوم سلطة الحوثي بعملٍ ما يسيء لليمنيين ورموز ثورتهم ضد الإمامة، فإذا لم تجد ردة فعل من الناس استمرت، وإذا هبَّت الجماهير للاستنكار تُخرج سلطة الكهنوت أبواقها لتقول إن ما كان "تصرُّف فردي".
لو جمعنا هذه "التصرفات الفردية" لرأينا أنها لكثرتها "تصرف جماعي" لمليشيا بالونات الاختبار.
لم يدرك اليمنيون عظمة يوم 26 سبتمبر إلا بعد أن عادت الإمامة بثوب جديد، وعاد القطران الأسود الذي طلى به آل حميد الدين وجوه الجهلة في هيئة لون أخضر يدهن به آل بدر الدين وجوه الحمقى.
وكما سقط الأولون سيسقط الآخرون، ولا مكان بين اليمنيين لسوس الكتب الصفراء وحملة ملازم الخرافة.
*
الاحتفال الحقيقي هو احتفال البسطاء.
احتفال البسطاء العفوي هو المعيار، في مقابل الاحتفالات التي تسحب الناس من أمعائهم إلى الشوارع والميادين العامة، عبر أسطوانة الغاز أو صفيحة البنزين.
صاحب أحد المنازل لم يملك مالاً ليشتري به العلم الجمهوري، ولكنه صنع علمه الخاص من أكياس البلاستيك.
*
أكثر ما أغاظ الحوثي أن أغلب المحتفلين بسبتمبر، الرافعين لأعلام الجمهورية هم من الشباب صغار السن الذين اشتغل عليهم بدوراته الثقافية.
وقد كان الإمام أحمد يشتغل على الثلايا ورفاقه ليغسل أدمغتهم إلى أن فوجئ بهم يثورون ضد ظلمه.
هذا الشعب تصعب أدلجته أو تطييفه.
صنعاء قلب اليمن وعاصمة الجمهورية، ومن ظن أنها استكانت للإمامة فهو لا يعرف صنعاء ولا يعرف الجمهورية.