ثورة ال26 من سبتمبر الخالدة ومنذ تحقيقها أضفت على اليمن هوية وطنية هامة، وصبغت حياة اليمنيين بصبغتها، في كل المناحي السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
إنها "الهوية السبتمبرية"، نابعة من روح وجوهر ال26 من سبتمبر وعلى مدى ستة عقود مضت.
تجسّدت الهوية السبتمبرية في كل شيء حولنا، في مدننا وقرانا، مدارسنا ومؤسساتنا ومكاتبنا، سمائنا وأرضنا، أشجارنا وجبالنا، على جدران بيوتنا وشوارعنا، في شغاف أرواحنا وضحكات أطفالنا، على ملامح آبائنا ودعوات أمهاتنا، مرسومة في أحداق عيوننا حتى صرنا وكأننا نتنفسها ونجسد مبادئها وأهدافها الوطنية قولاً وعملاً وولاءً.
هوية سبتمبرية جمهورية ثورية، وهنا تكمن قوتها وعظمتها.. وأثبتت، وما زالت، أنها عصية على الطمس أمام عبث الأقزام والعابثين والعصابات، عصية على الوأد أمام مشاريع تخريبية كهنوتية طائفية يسعى لها الحوثي وشلته.
منذ سيطرة الحوثيين على مفاصل الدولة، ونحن نجدهم يستميتون في تفريخ العديد من الهويات المُصطَنَعَة، وفرضها بالقوة على اليمنيين، كالهوية الدينية، والقرآنية، والإيمانية، وهذه الاستماتة ليست عبثا، بل تهدف لطمس هويتنا اليمنية السبتمبرية، لكنهم لم يدركوا أنها عصية على الطمس والتحريف مهما فعلوا ويفعلون.
نقول لهم، إن الذين ولدوا في بداية الثورة، عمرهم الآن 61 عاما، ناهيك عمن شارك فيها وعاصر عهد الإمامة بكل ظلامه وجبروته، فعمره تقريبا 70 أو 80 عاما، بمعنى أنهم صاروا آباءً وأجدادا وبالتالي صبغوا أولادهم وأحفادهم بالهوية السبتمبرية وعلموهم وتشربوا معنى الولاء الحقيقي للوطن والجمهورية، والشاهد على ذلك رفرفة أعلام الجمهورية في أيديهم، وفي كل أرجاء الوطن في عيد 26 سبتمبر.
فهل يعي الحوثي معنى أن اليمنيين ومنذ 61 عاما هويتهم "سبتمبرية جمهورية" وأنها راسخة فينا وعصية على الطمس؟ ومتى سيعلن فشله؟