مهم الإشارة إلى أن جماعة الحوثي تشهد في الوقت الحالي أضعف المراحل التي مرت بها، ويتضح ذلك في التصرفات الظاهرة التي بدأت تنحوها، من استنفار وتشدد قواتها الأمنية، وتصرفات الرجل المقدم على عملية انتحارية، أو من ينتظر أن ينفذ فيه حكم الإعدام في أية لحظة..!!
إلى ذلك السلوك العدواني الفج والكثير من التصرفات الخاطئة تجاه المواطنين مما يعكس بوضوح حالات الرعب التي تجتاح الجماعة تجاه أي تصرف فردي أو تحرك شعبي مهما كان صغيرا وبسيطا، إلا أنها ترى فيه احتمالية انهيارها والثورة ضدها والقضاء عليها، إضافة إلى كل ذلك تبدر جهرا وسرا محاولات جنوحها للسلم والتهدئة مع أي طرف قد يضمن لها التهدئة، ولا أكثر دلالة على ذلك من قبولها مؤخرا التحاور مع الشرعية برعاية المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان كوسيطين.
والظاهر خلال الفترة الأخيرة أن التحالف العربي وتحديدا المملكة العربية السعودية قد فطنت لذلك، وبدات تعمل عليه بشكل جيد، وربما بشكل قد يحقق أكثر بكثير مما حققته الحرب والاقتتال مع الجماعة، علما أن الجيوش المنظمة غالبا ما تكون إنجازاتها محدودة عند محاربة قوة أو قوى مشكلة من مليشيات تعتمد على القتال الجماعاتي والفردي واستخدام الأسلحة الفردية..
لقد كان لا بد للتحالف بعد سنوات طوال من المواجهة ذات المنجزات المحدودة، أن يجد بدائل ناجعة، ولعل من أهم هذه البدائل إحداث عملية اختراق لهذه الجماعة ومحاولة تفتيتها من داخلها وببعضها.. وهذا هو الأسلوب الذي كان على التحالف انتهاجه منذ وقت مبكر مع هذه العصابة..
عموما.. يتضح كل ما أشرنا إليه حول تفكك الجماعة أن أبرز مكونين في هذه الجماعة هما المكتب السياسي الذي يمثله ويرأسه ظاهرا وباطنا زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي، الذي يتبعه ما يسمى رئيس الجمهورية وقوات سميت القوات الخاصة، والتي تم تفتيتها فيما بعد من قبل المكون الآخر، والمسمى باللجنة الثورية بعد الإحساس بخطر تلك القوة وترجيح غلبتها..
على الرغم من أن في ممثلي هذا المكون، (اللجنة الثورية)، أشخاصا من أسرة قائد الحركة عبدالملك الحوثي أبرزهم عبدالكريم الحوثي والذي يشغل منصب وزير الداخلية وعبدالخالق الحوثي الذي عين قائدا للحرس الجمهوري.. بالإضافة إلى شخص عسكري تنطبق عليه صفة الفتوات المتصعلكة وصاحب سوابق يدعى ابو علي الحاكم، الذي يراس الاستخبارات العسكرية وكذا محمد علي الحوثي المكنى بـ (أبو أحمد) والذي يحمل صفة الرئيس للجنة الثورية.