ما إن توقفت المعارك ودخلت البلاد مرحلة من اللاسلم واللاحرب حتى اتجهت جماعة الحوثي لشن حرب ضد الشعب اليمني الذي سرعان ما تحول في وسائل إعلامها إلى طابور خامس يعمل على خلخلة الصف واستهداف الأمن والاستقرار وتصوير العديد من الشرائح الاجتماعية على انها خطرٍ لا يجب التهاون في مواجهته مطلقة سيلا من الاتهامات طالت المعلمين واساتذة الجامعات ولم يسلم منها حتى المتسولين الذين تشن عليهم اليوم حملة إعلامية وتتهمهم بنهب المواطنين والتسبب في أزمة السيولة.
ميليشيا الحوثي وفي اطار مساعيها لتضليل اليمنيين وصرف انتباههم عن فسادها ونهبها للإيرادات، وجهت وسائل إعلامها المختلفة ومنابر المساجد لتنفيذ حملة إعلامية ضد المتسولين، الذين وصفتهم بالخطر الذي يستهدف المجتمع والاقتصاد الوطني وينفذ مخططات العدوان في تشويه صورة اليمن واستنزاف المجتمع، داعية المواطنين من خلال برامج تلفزيونية وإذاعية تفاعلية استمرت لأكثر من اسبوع، إلى مساندة ودعم جهودها في محاربة واجتثاث المتسولين معتبرة إن أي تعاطف معهم أو تقديم أي مساعدة لهم تعد جريمة بحق الوطن.
وتحت عنوان "شوارع اليمن تتسول" و "القضاء على المتسولين" تحول المتسولين من ضحايا لسياسة التجويع والافقار التي تنفذها جماعة الحوثي، إلى مجرمين وطابور خامس يستهدف المجتمع والاقتصاد الوطني وينهب المواطنين ويقف وراء انعدام السيولة الذي تعاني منه البلاد، وانتشار الجريمة والمخدرات والفساد الإخلاقي، وهو ما حرصت عبر برامجها على ترسيخه في عقلية المشاهدين والمستمعين من خلال سرد افتراءات وقصص لا يقبلها عاقل ولا وجود لها في الواقع، نسبتها للمتسولين، وصورتهم من خلالها على أنهم أصحاب عقارات وأملاك وأنهم بلا أخلاق وبلا شرف وبلا كرامة ويمثلون وكرا للجريمة والفساد الاجتماعي، مشيرة إلى أن عدد المتسولين تجاوز 2 مليون متسول وأن القضاء عليهم واجتثاثهم أصبح يمثل واجب وطني يتحمله الجميع.
مراقبون أكدوا أن ما تقوم به جماعة الحوثي من استهداف للعديد من الشرائح الاجتماعية بالتزامن مع تصاعد الأصوات المنددة بفسادها ومطالبتها بصرف المرتبات وتوفير الخدمات، يشير إلى أن المليشيا أدركت أن مزاعم الحرب والحصار التي ظلت تستند عليها في تبرير فسادها ونهبها للإيرادات وتجويعها لليمنيين، لم تعد تجدي فاتجهت لاختلاق الكثير من الأخطار والأعداء الوهمين، وتسعى لإقناع الشعب بأن هؤلاء الأعداء يتربصون به ويشنون ضده حربا تدور رحاها في كل زاوية وكل حي وكل شارع ومدينة، بهدف تبرئة ساحتها وعدم تحملها أي مسئولية تجاه المعاناة التي يعيشها المواطنون في مناطق سيطرتها.
وأشاروا إلى أن ميليشيا الحوثي وتحت ذريعة معالجة التسول نفذت قبل عدة أشهر حملات ميدانية استهدفت آلاف المتسولين لكن حملاتها سرعان ما دخلت ضمن برامجها الطائفية التي تستهدف تشييع المجتمع اليمني، حيث قامت بإلحاق الآلاف من المشردين والمتسولين بمعسكراتها الصيفية ودوراتها الثقافية وخاصة الأطفال والشباب، فيما أطلقت البقية إلى الشوارع والأسواق لمزاولة نشاطهم في التسول، مقابل إتاوات تقوم المليشيا بتحصيلها منهم.