ترفض التخاطب مع منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية، وتعتبرها غير جديرة بالتفاوض ،مع أن خيار السلطة لايخرج عن اتفاق اوسلو بكل بنوده التنازلية.
توسِّع المستوطنات تسد آفاق التسويات تدمر الخطاب السلمي المعتدل، وتفسح المجال عبر مراكمة دوائر الإحباط لإنشاء تيارات أكثر راديكالية، تؤمن بالكفاح المسلح ترفض أوسلو وتؤمن بفلسطين من النهر إلى البحر؟
ما الذي تريده إسرائيل ؟
ليست هي مع حل الدولتين حتى على حدود الرابع من حزيران ٦٧، أي ٢٢٪ من أراضي فلسطين التاريخية ، ولا هي مع دولة ديمقراطية غير دينية واحدة.
في ظل هذا الوضع وكل هذا الحصار والإنسداد ، وبعد إفشال كل محاولات السلطة الفلسطينية ببرنامجها السلمي وحصار غزة حد الموت ،ليس لدى الفلسطيني الذي لايؤمن بخطاب حماس الديني ، ولكنه يدعمها من موقع إنحيازه للخيار المسلح، ليس لديه مايخسره.
إسرائيل أضعفت منظمة التحرير بخياراتها السياسية ، وهي الآن تدفع الثمن.
القدس والضفة أيضاً تشتعل.
دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة هو وحده الحل.
*
إسرائيل تتحمل حالة العنف المستمر ،بغطرستها والإعتداءات المتكررة على المقدسات ،ومصادرة حقوق الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حقه بإقامة دولته المستقلة، ، وإغلاقها لكل الأبواب أمام الحل العادل ،ورفض كل مبادرات السلام، وتحدي القرارات الدولية.
ماحدث من عملية طوفان الأقصى، سيطرح نتائجه على الأرض ،أما بوضع فكرة حل الدولتين خلف ظهر الجميع ، أو يعيد الدفع بالقضية الفلسطينية إلى الواجهة، والاستشعار الدولي بأن لاسلام في هذه المنطقة، مالم يستعيد الشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولته العادلة المستقلة.
وأياً تكون الاحتمالات بين الدفع بالقضية الفلسطينية إلى أمام الحل أو تصفية ممكنات التسوية ، فأننا أمام جريمة بشعة ستشهدها غزة، وحرب إبادة غير متكافئة القوة ،يذهب ضحيتها ألوف وعشرات ألآف من المدنيين، ويدفع فواتيرها وأثمانها العُزّل.
هل نجحت عملية طوفان الأقصى بتذكير العالم بوجود قضية فلسطينية واجبة الحل ، أم وسعت مساحة الافتراق مع مثل هكذا حل؟
في الحالتين وأياً تكون الإجابة ، غزة على موعد مع وحشية إسرائيلية نازية تصل حد الإبادة .