يقال "مصائب قوم عند قوم فوائد"، وهذا ما ينطبق تماما مع سلوك عصابة الحوثي الإرهابية عموما، التي أكثر ما يعنيها من توالي الأحداث دائمها واستثنائيها وعارضها، هو كيف يمكن استغلال تلك الأحداث، لتعود عليهم بجدوى أو فائدة، وعادة عادة ما تفضل العصابة الجدوى أو الفائدة المادية، وكثيرا ما بينت وأكدت الأحداث والظروف صفة أو نقيصة الجشع التي نشأت عليها هذه العصابة كجماعة عموما وكأفراد وقيادات أيضا..
ووقوفا عند هذه النقيصة المليشاوية الاستغلالية، وباعتبارها أصبحت من تركيبة أفرادها وقياداتها، نلاحظ أنه بمجرد الإعلان قبل أيام عن أحداث غزة وما يلقاه إخواننا الفلسطينيون من عدوان سافر من قبل جيش الاحتلال الصهيوني، بدأت الجماعة تتلافى سيلان لعابها السام، باستغلال الحدث استغلالا كالعادة يعود عليها بعوائد مالية، فأبدت اهتمامها منذ اللحظات الأولى لبدء الهجوم الإسرائيلي على غزة، ووضعت نصب أعينها فكرة أساسية تتجاوز اهتمامها بالضحايا والدماء واحتلال الأرض، ألا وهي فكرة تنظيم حملة تبرعات شعبية للفلسطينيين.. ولم يفتهم في سياق ذلك تنظيم المسيرات والمظاهرات زعما أنها تنظم دعما للشعب الفلسطيني..!!
ومع أن إيران، الراعي الرسمي والأبوي للعصابة، وبقية أياديها في المنطقة تحاول النأي بنفسها عن الأحداث، لأسباب خفية لا يستبعد أن تغيب عنها الصفقات، وعلى الرغم من أن ذلك يتنافى مع دعاواها واستغلالها للقضية الفلسطينية وتأسيس ما يسمى بمحور المقاومة، الذي تخدع به العرب والمسلمين، كسبا للعاطفة والمواقف، فقد أحجمت إيران التي تقف وراء الفوضى في عدد من البلدان العربية من بينها بلادنا، عن إبداء موقف حقيقي يساند المقاومة، ولا يغيب عن البال أن العصابة الحوثية هي يد إيران وممثلها في اليمن، وتتبعها في كل سياساتها في المنطقة..
وعلى الرغم من كل ذلك إلا أن عصابة الحوثيين لم تستطع ولا تستطيع أصلا مقاومة لعاب المال المحتمل جنيه من قضية الحرب على غزة.. لذلك فقد وظفت كل جهودها لتبني حملة التبرعات التي يزعمون أنها من أجل فلسطين، دون خجل أو حياء من كون هذه الحملة تبدو أوضح ما تبدو أنها عملية نصب وسرقة لأموال اليمنيين، خصوصا وإن إمكانية وصول أية أموال إلى الفلسطينيين وخصوصا من اليمن ضرب من المستحيل..!!
مضى أسبوع الآن وسلطة الحوثيين قيادة وأفرادا وإعلاما وقبليا في صنعاء والمحافظات الأخرى التي تقع تحت سلطتها، متفرغة تماما للعمل على هذه الحملة الإيرادية أو بالأصح العملية اللصوصية التي يرتكبونها في حق اليمنيين، وصولا إلى كل قرية وبيت ومدرسة ومقيل اجتماعي، حد أنهم لكثرة التشديد والإلحاح نسوا تقريبا كل شيء يعني سلطتهم ما عدا ما يتعلق بهذه الحملة، وحتى أيضا أنهم يكادون ينسون فلسطين التي يزعمون أنهم يجمعون الأموال من أجلها ومجريات الأحداث فيها..!!
الفلسطينيون يموتون تحت نار الاحتلال الصهيوني، وتهدم بيوتهم ومستشفياتهم ومدارس أطفالهم، وهنا في اليمن من يستغلهم ويوظف موتهم ليكدس لنفسه ولجماعته الثروات باسمهم وتحت شعاراتهم..!!
نعم إنها مأساة لا يكاد يوجد لها مثيل في الأرض ولا في السماء..!! ولكنها لا تبدو كذلك عندما يرتبط الأمر بطبيعة عصابة انقلابية جشعة كجماعة الحوثيين الإرهابية، عصابة انقلبت على الناس من بني وطنها وعمومتها وأهلها وهان ويهون عليها استغلالهم وأكل أموالهم بالباطل وهي تعيش بينهم، لن يصعب عليها استغلال فلسطين أيا كان وضعها وكيفما كان حال شعبها..!!